رغم سنوات العمل وسنوات العمر الطويلة لم أرَ من قبل مثل ما رأيت عندما عاد المدرب الفرنسي رينارد لتدريب المنتخب السعودي، المدرب يقوم بتصميم فيديو مصور، يبدي فيه سعادته بالصوت والصورة، ممزوجاً بذكرياته التي لا تنسى وعلاقاته المتميزة مع اللاعبين والمسؤولين، أيام كان مدرباً للأخضر، يظهر المدرب بالزي السعودي التقليدي معلناً عودته ويقول مؤكداً بصوت مملوء بالفخر والامتنان (قصتي مع السعودية لم تنتهِ بعد) وفي المقابل يعلن الاتحاد السعودي فك الارتباط بالمدرب الإيطالي الكبير مانشيني، يعلنها على عجل، لكنه يعلن الأهم، وهو عودة المدرب الفرنسي رينارد إلى مكانه الطبيعي كمدرب للأخضر السعودي، كان يعلنها وكأنه وجد ضالته، وكأنه يبدي أسفه على رحيله السابق.
الطرفان يتذكران مونديال قطر 2022 ويتوقفان طويلاً عند الذكرى التي لا تنسى، يوم أن فاز المنتخب السعودي على الأرجنتين بأداء خيالي أصبح تاريخاً لا ينسى، بل يتم استدعاؤه كلما ضاقت النتائج كما هو حال اليوم، فالمنتخب يحدوه الأمل في أن يعيد رينارد الأخضر السعودي إلى الوجهة الصحية وإلى سكة الانتصارات حتى يلحق بمونديال 2026 بأمريكا.
آخر الكلام
«سنذهب معاً إلى أمريكا» قالها الفرنسي رينارد مخاطباً الجماهير السعودية فور وصوله، ونحن لا ندري بالطبع ماذا سيفعل المدرب، سيما وأن المنافسة صعبة في ظل تأخر المنتخب السعودي خلف اليابان وأستراليا، لكننا بالتأكيد ندري أن نجوم الأخضر مثلهم مثل كل المنتخبات العربية في حاجة ماسة لمشاعر وعواطف رينارد، بعد أن فقدوها مع الإيطالي الصارم مانشيني، ومن يدري، لعل ذلك، إلى جانب كفاءة المدرب، يكون كافياً للذهاب لأمريكا، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، لا يهم.