توتر وعصبية مصحوبة بشيء من «الغطرسة» والكثير من «الفوقية».

هذه حالة القيادات الرياضية في دول أوروبا الغربية، أعضاء في اتحادات كرة القدم، ورؤساء أندية كبرى، ولاعبون معتزلون، وجماهير عرفت تاريخياً بتعصبها وفوضويتها، كلهم اجتمعوا على رأي واحد، وهو الخوف على مكانتهم، مكانة فرقهم التي ما زلنا نحبها ونتابع بطولاتها، فهم هناك لديهم تشكيلات متنوعة من اللاعبين، شباب في مقتبل العمر من أمريكا اللاتينية، وأسماء مميزة برزت في بطولات أفريقيا أو آسيا، وبعض من أبناء جلدتهم، تعاقدوا معهم، واستفادوا من مواهبهم، ورفعوا قيمة أنديتهم، حتى أصبحت قيمة أرخص نادٍ لديهم مليارات، وهرولت رؤوس الأموال لتشتريها، وتصرف عليها ببذخ، بينما دوريات القارات الأخرى ما زالت تشبه في بطولاتها منافسات فرق الحواري والأحياء!

كانوا يشترون عقود اللاعبين، ويتحكمون في مصائرهم، ولا يعترض عليهم أحد، يستنزفونهم حتى يستهلكوا كل طاقاتهم، ثم يتخلون عنهم، وكان كأس العالم أكبر دليل، فالنجم الأول في الفريق الفائز بالبطولة، ميسي الأرجنتيني، ونجم الفريق الفرنسي كليان مبابي، الحاصل على المركز الثاني، وأحد أهم نجوم الفريق المغربي، الذي نافس حتى ما قبل النهاية، أشرف رحيمي، ونيمار النجم البرازيلي، هؤلاء الأربعة يلعبون في فريق نادٍ غربي واحد، وليس في دوري دولة واحدة، وهذه هي حال بقية اللاعبين وفي كل أوروبا الغربية، ولم يحتج عليهم أحد، بل لم ينظر إليهم أحد بنظرة شك، أو ينتقد تفريغهم للبطولات الأخرى من نجومها، الكل كان متسامحاً معهم، وينظر إلى لاعبيه الذين يلعبون هناك، سواء في باريس أو لندن أو مدريد أو روما، ينظرون إليهم كثروة وطنية، وفرصة لاكتساب الخبرات، وتحسين الحالة المادية لكثير من العائلات.

وعندما أراد اتحاد الكرة السعودي تطوير الدوري المحلي، ونقله إلى العالمية، وفتح باب التعاقدات أمام النجوم في العالم، بهدف رفع مستوى الأندية واستقطاب الجماهير، تعالت أصوات الأوروبيين، وتباكوا على تميزهم، من خلال تصريحات ومقابلات تلفزيونية تغلب عليها «الهستيريا الرياضية»!