بعد كل الذي رأيناه من حملات مسعورة يديرها تنظيم الإخوان، وبعد صراخهم المتكرر ضد دول عربية شقيقة لفلسطين، ولها سوابق مع غزة والضفة والأقصى المبارك، وبعد أن ركزوا هجومهم على بلادي، التي أعرف جيداً دورها في مساندة القضية، ودعم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، منذ اليوم الأول لحكم الأب المؤسس زايد، طيّب الله ثراه، وحتى هذه اللحظة، بمبادرات القائد محمد بن زايد، الذي لا يلتفت إلى «جعجعة» الفاشلين المدلسين والناكرين للجميل.
بعد كل ذلك، بحثت عن «الإخوان» بتنظيمهم الدولي، الذي يخزّن مليارات «يوسف ندا»، أو فروعهم التي لا تزال موجودة في البلاد العربية، أو قادة حماس وأبنائهم أصحاب المليارات المكدّسة في بنوك بعض دول الخليج والدول الغربية، وانتظرت مبادرة واحدة من إخواني خلال 33 يوماً من بدء مأساة غزة، وسألت من أعرف في معبر رفح، إن كانت هناك شاحنة واحدة منهم في «طابور الانتظار»، محملة بالأدوية والأطعمة ومستلزمات الإغاثة الأخرى، وكانت الإجابة واحدة، وهي أن «جمعيات الإصلاح والدعوة» أو الحركات الفرعية، التي غيرت مسمياتها إلى «الحركة الإسلامية»، لم ترسل شيئاً، ومثلهم كان موقف الجمعيات المنتشرة في أوروبا، ويديرها قادة الإخوان الهاربون منذ عقود وأبناؤهم، لم ترسل «علبة بسكويت» واحدة!
وسألت عن هنية ومشعل ومن معهما في مكان إقامتهم، وعن أولاد هنية، رجال الأعمال الذين «تورّمت» حساباتهم، هل رآهم أحد يجهزون الشاحنات للسفر إلى غزة؟، وبأضعف الإيمان، هل شوهدوا وهم يساعدون المتطوعين في إعداد طرود المساعدات؟، وكانت الإجابة بالنفي أيضاً!
وأقول لكل من يسأل عن الرجال، وعن أفعال الرجال، فلينظر إلى الجسور الجوية التي انطلقت من أبوظبي ودبي إلى العريش، في الأيام الأولى للعدوان على غزة، فالسبق نحو فلسطين دوماً يسجل لدولة الإمارات، التي فتحت أذرعها ومستشفياتها لألف مصاب بعائلاتهم، وفاوضت دولاً أخرى من أوروبا لاستقبال أعداد أخرى من الجرحى، واستكمل شيخنا ورئيس دولتنا، مبادراته بإطلاق «الفارس الشهم 3»، وما أدراكم كم هو شهم هذا الفارس.
الإخوان خارج المعادلة منذ أن أسقطناهم في 2013، وما هذه الضجة إلا «زبد بحر» يذهب هباء.