أكبر وأهم المؤيدين الديمقراطيين «شرشح» نتانياهو، وهذه سابقة بين السياسيين الأمريكان، فكل ما هو إسرائيلي محصن بالقانون، وعقوبة معاداة السامية جاهزة لكل من يخالف «الميزة الماسية»، التي لم تحصل عليها دولة في العالم غير إسرائيل!
تشاك شومر، زعيم الأغلبية في الكونغرس، أحس بأنه مطالب، أدبياً على أقل تقدير، بالاعتراض علناً على تصرفات نتنياهو، من حربه التي لا يريد أن ينهيها، إلى رفضه القاطع للتفاوض بعد إنهاء أزمة غزة من أجل سلام دائم مع الفلسطينيين، إلى إعلانه عدم القبول بحل الدولتين، وهو الموقف الذي يمكن أن ينهي المساعي للتعايش السلمي في الشرق الأوسط، وقد ينهي الاتفاقات القائمة فعلاً مع بعض الدول العربية، وقال بأن رفض حل الدولتين خطأ فادح، وقدم حلاً لهذا الخطأ، وهو إجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة، والهدف منها واضح، وهو إبعاد نتنياهو وحلفائه المتطرفين عن سدة الحكم.
شومر هذا يمسك بيده كل المفاتيح حالياً، فهو يقود الحزب الحاكم في المجلس التشريعي، وهو من المساندين للرئيس بايدن، وفي الوقت نفسه، معروف في الأوساط السياسية أنه من الداعمين لإسرائيل طوال مسيرته، وقد قال ما قال من باب الحرص، وليس من باب الإملاء والضغط أو تغيير الموقف، ولهذا لم يرفض بايدن كلامه، بل أكد أنه أطلع إدارته على فحوى خطابه قبل أن يقرأه، ومعنى ذلك أنه – أي بايدن – لم يعترض عليه، وفي نفس الوقت، لم يعلن تأييده، والسكوت هنا لا يقلل من قيمة ما قاله شومر، فالسكوت في السياسة، مثل السكوت في الخطوبة!
هذه هزة من الهزات التي ستتوالى على نتنياهو، بعد أن أثبت للعالم أن تطرفه تجاوز كل الخطوط، فكان لا بد من أن تأتيه الهزة الأولى من الداعم الأول، بعد أن طاله اللوم، وأصبح في قفص الاتهام، بارتكاب الجرم السافر ضد مقومات الإنسانية ومواثيقها، مثله مثل نتنياهو، والأيام حبلى، وما ستأتي به سيكون أكثر حدة من كلام شومر.