الديمقراطيون متميزون في رفع الشعارات والتلويح بها متى كانوا خارج السلطة أو يسعون إليها، وعندما يحققون أهدافهم يطوون اللافتات التي رفعوها، ويبلعون الكلام الذي استقطبوا الناس به، ويتناسون كل وعودهم.

فلا تغرنكم كامالا هاريس التي تتحدث عن حل الدولتين، وتتباكى على غزة، هي تقول ذلك لأنها بحاجة إلى أصوات الأقليات وعلى رأسهم العرب والمسلمون، تريد تأييدهم، فهم من يمكن أن يرجحوا كفتها لتفوز في الانتخابات، وإذا فازت «لا سمح الله»، سنجد في البيت الأبيض نسخة باهتة لباراك أوباما وهيلاري وزوجها بيل كلينتون، وكل طوائف الديمقراطيين الذين جلسوا في سدة الحكم من بعد جون كيندي، وأولهم كان ليندون جونسون نائب الرئيس الذي قفز إلى الرئاسة بعد اغتيال كيندي، وجونسون هذا هو الداعم لخطة احتلال الأراضي العربية في 1967، وهو من أدار حرب إبادة في فيتنام، وآخر الرؤساء من «الحزب المتلون»، هو من ما زال في البيت الأبيض، جو بايدن، الذي تعب طوال سنة وهو يبرر لإسرائيل جرائمها، وقبله بعقدين من الزمان كان هناك، ولمدة 8 سنوات، بيل كلينتون، الذي انشغل في دورته الأولى بفضيحة «مونيكا»، وفي الدورة الثانية بذل جهده ليمرر سلاماً يمنح إسرائيل القدس الشرقية والمسجد الأقصى، ويمنح الفلسطينيين ممراً للصلاة في الحرم!

أما أوباما، المعلم والموجه للمرشحة الديمقراطية الحالية كامالا هاريس، فهو من افتعل كل مصائب المنطقة التي ما زلنا نعاني منها منذ ربيعه الأسود في عام 2011، عندما قدم كل الوسائل لتنظيم الإخوان والحركات الطائفية والمذهبية ودعم المتطرفين، لإحداث الفوضى في البلاد العربية، وفرض خططه السرية لتغيير الخرائط!

لا نؤيد كامالا هاريس، ولا نتمنى فوزها، حتى لا تكمل مسيرة بايدن، ولا تكون وسيلة بيد باراك أوباما ينفذ من خلالها مخططاته التي لم تكتمل.

البيت الأبيض بحاجة إلى رئيس قوي، وإن لم تعجبنا بعض تصرفاته، والعالم أيضاً بحاجة إلى هذا الرئيس وليس إلى «رئيسة ظل»!