قلنا إنها ستكون سهرة في وضح النهار، غابت شمس يوم الانتخابات لاختيار رئيس العالم الجديد، والناخبون ما زالوا يتثاءبون في مكان، ويغطون في سبات عميق في مكان آخر، وسننتظر إغلاق مراكز الاقتراع في نهاية نهار اليوم، وهو الأربعاء 6 نوفمبر.

يوم أمس كان فرصة للمحللين الذين لا يقدمون شيئاً جديداً، كلهم «يلوكون» المعلومات التي تزودهم بها مراكز الاستطلاعات، وهي غير دقيقة، وبعيدة عن الحقيقة، ولا تضيف شيئاً إلى من تسمروا خلف شاشات التلفزيون.

فالانتماء ما زال مسيطراً على آراء مراكز البحث والاستطلاع ووسائل الإعلام، وأقصد هنا الأمريكية، فهي صاحبة الشأن، المعنية بمستقبل بلادها، أما قنواتنا الإخبارية العربية فقد ذهب البعض بفرق كاملة الاستعداد من المراسلين والمصورين، انتشروا في ولايات مهمة ومؤثرة، وخلفهم خبراء تحليل من العيار الثقيل، والثقيل جداً، ولم يقدموا غير «الكلمات الخاوية»!

ونعود إلى الوضع العام حتى هبوط ظلام الليل في منطقتنا، ليل يوم الثلاثاء، حيث كان أتباع الطرفين المتنافسين يتحدثون عن ضبابية المشهد العام، فالرؤية تكاد أن تنعدم، والتوقعات الصادرة عن الحملات الانتخابية تتحدث عن تقارب لا يرجح كفة ترامب أو كامالا.

سواء كانت تشير إلى الولايات الثابتة والمضمونة أو كانت متأرجحة، حتى نائب المرشحة الديمقراطية أبدى خوفه من أزمة ما بعد الفرز وإعلان النتائج، وهذه نتيجة حتمية لأي انتخابات تكون أرقامها متقاربة، وانتخابات اليوم في الولايات المتحدة هي الأكثر تشكيكاً، يسيطر عليها «عدم اليقين»، ومحاولة البحث عن «قشة» تسعف من يخشى الغرق!

ولأنها أمريكا، ولأن الذين يديرون الحملات الانتخابية «صناع ضجة» من لا شيء، وهذا تأثير أفلام هوليوود، وجدت حملة دونالد ترامب «القشة»، وركزت على السنجاب «بينوت»، ذلك الحيوان الأليف، الذي تعرض لقسوة السلطة الديمقراطية الجائرة، وتم إلقاء القبض عليه وإعدامه ظلماً وجوراً، وكأنه «المظلوم» الوحيد في عام 2024 من بين كل الكائنات!

فهل يكون السنجاب «بينوت» سبباً في اتساع الفجوة بين ترامب وكامالا، ويحسم النتيجة؟!