فاز الشعب الأمريكي، كلمته كانت حاسمة، وسريعة، ولم يترك مجالاً للجدل والتأويلات، وسقطت سياسة المفاجآت و«التخبطات»، وانكشف تلاعب استطلاعات الرأي المزيفة، وهبطت مؤشرات الثقة في القنوات التي كانت عظيمة، ظهرت عيوبها، بعد أن نزعت عنها الأقنعة، وانتصرت الحقيقة.

عاد دونالد ترامب، وفي يده تفويض مفتوح من الذين وثقوا به، وصوتوا له، وأعلنوا على الملأ أنه الأفضل، وأنه الأجدر لأن يدير دفة العالم من البيت الأبيض، أربع سنوات جديدة، وهو المجرب، الذي لا يمكن أن يقارن بمن جاؤوا بعده، فالمنطق كان طوال الأشهر الماضية يقول ذلك، وانتصرت مقاييس العقل على معايير العاطفة، وكان الفارق واضحاً بين من أعطى ومن خذل، من يصر على إصلاح أسس الدولة العظمى، ومن جعلوا تلك الدولة تغرق في وحل التناقضات.

ورحلت كامالا هاريس، ومن ورائها الحزب الديمقراطي، وأصبحت المرشحة خارج التاريخ، لأن التاريخ غير مستعد لتجربة مخاطرها أكثر من منافعها، فالمصائب كثيرة، ولو أضيفت مصيبة «هاريس» إليها، دخل العالم في نفق لا نهاية له، خاصة مع المقدمات الكارثية للذكاء الاصطناعي المنفلت، الذي يخطط له «تجار البندقية»، فمثل هؤلاء كانوا بحاجة إلى إدارة ضعيفة في البيت الأبيض، إدارة على رأسها قائد مهزوز، يفتقر إلى الخبرة، ويتمسك بالقشور، وتنقصه مقومات القيادة.

أيدنا دونالد ترامب في معركته مع الديمقراطيين، بعد تجربة جو بايدن، ولأننا رأينا في وضوح مواقفه، ميزة تخالف مكر اليسار المتلون، حتى في القضايا التي تهمنا، وقد فرحنا له بالأمس، وفرحنا أكثر للسقوط المدوي للمرشحة المنافسة وحزبها، الذي خسر الأغلبية في المجلسين، وفرحنا لانتهاء حقبة أوباما المتآمر، وعند هذه النتائج نتوقف، وتنتهي صلاحية التأييد الممنوح للجمهوريين وترامب، ونترك الأيام والأحداث وتطوراتها تحدد العلاقة بيننا.