كثر الحديث هذه الأيام حول اتفاقيات إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، والغريب أنهم أصبحوا يرددون اسم الرئيس الأمريكي المنتهية صلاحيته جو بايدن، ويزعمون أنه مصر على وقف إطلاق النار قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير القادم، وآخر ما قيل إن الإدارة الحالية قد تضطر إلى تمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يلزم إسرائيل بالتوقف!

هذا الذي يحدث، أقصد اللغط الذي تديره صحف موالية لبايدن وحزبه، ليس أكثر من اللعب في الوقت الضائع، فهذا الرئيس يشبه كثيراً من «مدربي الكرة» الذين نراهم يدمرون كرتنا ولا نتصرف معهم في الوقت المناسب، وعندما نخسر بطولة، ونتأخر في أخرى، ونفقد فرصنا في الصعود إلى المراكز المتقدمة، عندها نتذكر أن ذلك المدرب كان السبب في النتائج السيئة فنستغني عنه، لنبحث عن فوز أو تعادل حتى نجمع نقاطاً تسمح لنا بحفظ القليل المتبقي من ماء الوجه!

الوقت الضائع لا يحقق فوزاً، ومن لا يستخدم أوراقه الرابحة منذ انطلاق صفارة الحكم لا يستطيع تدارك النتيجة في الدقائق الأخيرة، ومن أساء إلى نفسه وإلى سنوات رئاسته وقضى 13 شهراً يدفع فواتير حرب إبادة وتدمير مجتمعات بشرية وتغيير الخرائط الحدودية، أقول لكم، مثله لا يمكن أن يكون جاداً في مسعاه، فهو مقتنع قبلنا بأن «سعيه ليس مشكوراً»، وأن كل السواد الذي خلفه، لصمته ودعمه وتحييد مجلس الأمن بمنعه من القيام بمهامه، لا يمكن إزالته، وأن البقع التي سيخلفها ذلك السواد ستبقى عالقة في الأذهان متى ما ذكر اسمه!

الأمل ليس معقوداً على بايدن وبلينكن، وهذه التحركات التي يتحدثون عنها جربها أوباما قبل رحيله في 2016 ولم يفلح، فمن قبل بأن يكون طرفاً في كل ما حدث لا يمكن أن يتحول ما بين ليلة وضحاها إلى وسيط قادر على فرض السلام، وإذا كان هناك أمل يلوح في الأفق فهو عودة دونالد ترامب للرئاسة، فهو من يستطيع أن ينظف مخلفات الفوضى التي تركتها إدارة بايدن خلفها.