هل أصبنا بخيبة أمل من دونالد ترامب بعد أسبوع من فوزه في الانتخابات الرئاسية؟

سؤال يطرحه بشماتة الذين كانوا يؤيدون مرشحة الحزب الديمقراطي، ويطرحه، دون شماتة، من كانوا منحازين لترامب بعد أربع سنوات من سنين جو بايدن المهزوزة، وبعد مواقفه اللاإنسانية تجاه ما يحدث للأطفال والنساء والعجزة طوال عام كامل في غزة.

وقد لا نملك إجابة شافية، لأننا عندما أردنا فوز ترامب قلنا وبوضوح بأنه سيكون أفضل من الديمقراطيين، لأنه صاحب مواقف، وغير مسيطر عليه، سواء من اليمين الأمريكي أو الإسرائيلي، ولا يملي عليه بنيامين نتانياهو إرادته، وبعبارة أدق لا يفرض عليه رأياً، ويملك المقدرة على التمييز بين مصلحة بلاده العليا ومساندة معتقداته الخاصة، ذلك ما قلناه، ومازلنا متمسكين به، ودونالد ترامب مازال خارج السلطة، وسيستمر رئيساً منتخباً حتى الثلث الأخير من يناير القادم، وبعدها تبدأ عملية إحصاء مواقفه وأفعاله.

لم يكن سقف الأمل عالياً عندما أردنا فوز ترامب، بل كان متواضعاً، وربما ضئيلاً، لهذا لا نشعر بخيبة أمل بعد أن قرأنا السير الذاتية لمن رشحهم الرئيس المنتخب للمناصب الحساسة، فنحن لا نبحث عن الماضي، ولكننا ننتظر المستقبل، ونعلم جيداً بأنه لن يحمل المعجزات، ولا نطلبها، بل نريد حسماً لكثير من الأمور، وليس أمراً واحداً، فإذا كانت غزة اليوم في الواجهة، ستكون مناطق أخرى في الواجهة غداً.

ومن يقول بأنه كبير العالم عليه أن يكون منصفاً، ومدافعاً عن الحق، بعيداً عن الادعاءات الغابرة التي يطرحها من مازالوا يعيشون في أوهام الماضي، والحق «لا يشطب» بكلمة قالها سفير معين، ولا يتم تجاوزه بتصريح قديم صادر عن مرشح للخارجية، والحق لا يضيع وإن ضاعت الأرض وبنيت عليها المستوطنات.

وحتى لا نغلق باب الأمل، ولا نفرح الشامتين، أقول لكم، إذا كان ترامب عادلاً كسب العالم سلاماً واستقراراً، وإذا لم يكن كذلك لن يحدث فارقاً، وسيكون مثل من سبقوه!