تُعَد الجامعات في العديد من المجتمعات، المعاقل الرئيسية للاستقلال الأيديولوجي والفكري. ونحن نعتمد عليها لنقل قيمنا إلى الشباب، ودعم الاستكشاف والبحث في الحالة الإنسانية في الأمدين القريب والبعيد.
بادئ ذي بدء، يدعو الكاتب الاميركي لورانس سامرز الجامعات عن حق إلى بذل المزيد من الجهد في «اختيار، وقبول، وتعليم الطلاب المحرومين اقتصاديا». فعندما تقبل الجامعات الطلاب المعدين جيدا فقط، فإن هذا لا يجعلها كسولة فحسب، بل إنها بذلك تخذل طلابها، وأعضاء هيئة التدريس، والمجتمعات التي تخدمها.
كثيرا ما يظهر عند الحديث عن الجامعات اليوم فجأة مصطلح "الفضاء الآمن". من المؤكد أن الجامعات لابد أن تكون أماكن آمنة لتبادل الأفكار والحكم عليها، وتغيير المرء لرأيه في مواجهة حجج وأدلة جديدة.
ومن جانبه، كان سامرز محقا عندما قال إن "التعليم الليبرالي الذي لا يتسبب في إحداث لحظات من الانزعاج الشديد فاشل". ولكنه يخطئ عندما لا يعترف بأن بعض الطلاب يجربون الانزعاج الشديد عندما يُفرَض عليهم أن يشعروا وكأنهم غير منتمين.
تتعرض الجامعات لمنغصات وانقسامات، وهذا هو السبب وراء ضرورة إعلاء قيمة الكياسة والأخلاق، كما أكد سامرز عن حق. وعلاوة على ذلك، كثيرا ما يُنظَر إلى الاضطرابات في الحرم الجامعي باعتبارها علامة على الاختلال المجتمعي.
ويظن سامرز أن التطرف في الحرم الجامعي آخذ في الارتفاع من جديد . بالمصطلح الاقتصادي، من وظيفة الجامعات أن تعمل على تعظيم «القيمة المضافة» التعليمية، وهذا يعني أنها ينبغي لها أن تبحث عن الطلاب الذين يمكنهم تحقيق القدر الأعظم من الاستفادة من خدماتها. وبمجرد قبولهم، لابد من تزويد هؤلاء الطلاب بكل ما يحتاجون إليه لإتمام دراستهم.
* أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في بيركلي