بدأ مشروع انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يفشل بوتيرة سريعة، إذ فشل «مخطط تشيكرز»، فلم يرفضه الاتحاد الأوروبي وحزب العمال المعارض فقط، بل رفضه أيضا ما يكفي من أعضاء البرلمان لضمان عدم حصوله على تصويت البرلمان.

وبناء على هذا، أصبح الخيار الوحيد هو التأجيل والأمل في حدوث تغيير مفاجئ (وهو ما يعرف أيضاً باستراتيجية ركل العلبة على الطريق). ورغم أن الطريق المسدود الحالي قد يعني ببساطة أن استراتيجية مي كان بها خلل ما، فإنه يدل أيضاً على أن المنطق الضمني لبريكسيت ليس متماسكاً.

ويعتمد مخطط تشيكرز على مجموعة من تسويات ليست بالهينة، فقد تحافظ المملكة المتحدة على علاقتها الجمركية مع الاتحاد الأوروبي، لكنها لن تكون في اتحاد الجمارك التابع له. ومشروع بريكست مبني على الاعتقاد بأن السيادة القومية هي الركيزة المنطقية الوحيدة للنظام العالمي.

وهذا الاعتقاد في نظر الأكاديميين يندرج ضمن فلسفة «الواقعية»، التي يقصد بها أن الدول تدفعها مصالح حددتها وصرحت بها بوضوح، وتتعارض هذه المصالح مع بعضها البعض بشكل دائم على المستوى العالمي.

وبالنسبة للعديد من المراقبين، أصبحت سلسلة «GOT» العدسة التي يفهمون من خلالها الواقع المعاصر. وقد أظهرت الاستنتاجات أن أحد الدوافع وراء بريكست هو الاعتقاد بأن أوروبا كانت تنهار بسبب ثقل الديون التي لا يمكن التخلص منها، والهجرة التي خرجت عن السيطرة، إذاً فالمملكة المتحدة كانت فقط تحاول الهروب من منزل كان يحترق قبل أن يسقط وهي بداخله.

*أستاذ مادة التاريخ والشؤون الدولية في جامعة برنستون.