ماركات قناني المياه المعدنية تولد كل يوم، وهي تأخذ أسماء الجبال «إيفيان» و«مسافي» والمحيطات «جزر فيجي» والسهول «كريستال روك ووتر» وغيرها. أصبحت قناني المياه المعدنية علامات شهيرة في العالم تماماً مثل علامات الأزياء. أصبحت هذه القناني تدخل حياتنا وثقافتنا شئنا أم أبينا. ومعها ولدت إعلانات الترويج.
وهذا لا يعني أن تاريخ قناني المياه المعدنية نزيه على الدوام، فقد اكتشفت في ألمانيا أن شركة تعبئ قنانيها بمياه الحنفية أو الصنبور، لكنها تخصص ميزانية كبيرة لها من خلال خداع العامة بينابيعها الوهمية وصور قمم الجبال المغطاة بالثلوج لم تكن سوى عبارة عن حنفيات حديدية. ويُعد ذلك «مثالاً على الدعاية المُضللة للمياه المعبأة، وأن الصورة والشعار الذي يحمل عبارة «مياه نقية، طعم مثالي»، يشيران إلى أن مصدر المياه من ينبوع جبلي بينما هي في واقع الأمر «تستخدم مياه الصنبور» كمصدر لتعبئة الزجاجات.
أموال طائلة تُصرف على الترويج والإعلان للمياه الأكثر شهرة في العالم وهي: بولاند سبرنغ، فيجي ووتر، إيفيان، أكوافينا، داساني. ونحن لسنا قادرين على التأكد من أي شيء.
إن شركة واحدة تقوض ثقة الناس في خدمة ضرورية وعامة. وبعضها يضع صور النجوم على قنانيه مثل مياه «فولفك» الفرنسية التي تضع صورة بطل العالم في الرياضة، الفرنسي من أصل جزائري، زين الدين زيدان للترويج لبضاعتها. ولا تتردد الشركات في استخدام أية وسيلة من أجل الربح.
ولذلك أطلقت منظمة محاسبة الشركات الدولية أخيراً، حملة «فكر بعيداً عن القنينة»، لمواجهة شركات تعبئة المياه وإعادة الثقة إلى أنظمة المياه العامة. التزوير يؤدي إلى الدمار البيئي والإضرار بصحة الناس. لكن الشركات لا تفكر إلا بالأرباح دون حساب أن الماء حق إنساني وليس امتيازاً. لذلك يجب أن نفكر بعيداً عن القنينة.