القادة التاريخيون هم وحدهم الذين يربطون بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويرون أبعد من الواقع الحالي، وهذا ما صنعه محمد بن راشد آل مكتوم، في رؤيته عن حدث إكسبو 2020 من خلال سر التطور والازدهار وهو الانفتاح على حضارات الآخرين وثقافاتهم.

وهذه الرؤية هي التي وضعت دبي على خريطة العالم. وليس غريباً أن يستشهد سموه بصفحات مضيئة سطّرها أسلافه الميامين، خلفاء بني العباس والأمين والمأمون في تعاملهم مع الثقافات الأخرى الإغريقية والسريانية والرومانية والفارسية والهندية كما جاء على ذكرها في مقالته الرؤيوية. ولو سار حكّام بغداد على خطى أسلافهم، وتنوروا برؤيتهم لما حصل ما حصل من دمار وخراب.

يدرك سموه، بنظرته الثاقبة وفكره المتيقظ وحكمته الرصينة أن قيام هذا المعرض بكل حنكة واقتدار، سيعطي ثماراً هائلة، ويسهم في نتائج استثنائية، تعطي بعداً إضافياً إلى نهضة دبي التي يسهر سموه على استكمال بنائها على أكمل وجه حضاري وعالمي.

ليس شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، الذي رفعته دبي، مجرد كلام عابر بل حقيقة ثابتة يمكن أن تصنع من دبي بوابة للثقافة، وليس للاقتصاد والمال والتكنولوجيا فقط. ومثلما أصبح برج «إيفل» علامة فرنسية، بعدما بُني ليكون بوابة لمعرض إكسبو في باريس عام 1889، قد يولد أثر معماري أو ثقافي أو اقتصادي لا مثيل له في دبي في 2020 لو حظيت به دبي، التي تتوفر على امتيازات نادرة بل وفريدة في العالم.