تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الإمارات يجب أن تكون جزءاً من الحل في سوريا هو اعتراف من قوة عظمى بأن دولتنا باتت قوة إقليمية، لها تأثير واضح وملموس في تشكيل المشهد السياسي الدولي.



التصريح يأتي في وقت انكفاء أميركي حاد فتح شهية الروس لسد الفراغ في المنطقة، فأوباما يتصرف كأن الأمر لا يعنيه، أو كأنه جاهل بمصالح بلاده، هذا التخبط أدركه الروس، وصاروا يتلاعبون بأوباما في منطقة الشرق الأوسط إلى درجة أن ضباط أوباما في البنتاغون أصبحوا يسخرون من سياسة بلادهم في حساباتهم على تويتر، ويصفونها بالعار.



حتى وسائل الإعلام الأميركية سخرت من أوباما عندما أوردت تقارير أشارت فيها إلى أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أبلغ الولايات المتحدة بالهجوم على الانقلابيين في اليمن قبل الحرب بيوم واحد فقط. واعتبرت تلك الوسائل ذلك استهزاء من حلفاء الولايات المتحدة بالأخيرة، وأنها فقدت هيبتها لدى أعدائها وحلفائها على حد سواء.



يقول أستاذ السياسة الأميركي ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر: إن روسيا أتت للمنطقة لتبقى أربعة عقود على الأقل. حتى لو أتى ساكن جديد للبيت الأبيض وأصلح أخطاء سياسة أوباما الفادحة، فإن ذلك لن يؤثر أبداً على سياسة قيادتنا الرشيدة التي حولت الإمارات إلى قوة إقليمية ضاربة.



وهذه باتت حقيقة معترف بها عالمياً، إذ صرح عسكريون غربيون لوسائل إعلام متخصصة أن عملية دخول عدن تعتبر من أكثر العمليات تعقيداً خصوصاً أن تحرير مدينة بالدخول إليها بحراً هو من أصعب الأمور تنفيذاً في العرف العسكري، وأعربوا عن دهشتهم من أداء قوات التحالف. ما نراه اليوم نتيجة تخطيط استراتيجي من قواتنا المسلحة الباسلة، وبدعم لا محدود من قيادة رشيدة جعلت شغلها الشاغل حماية الوطن الغالي، ونصرة المظلومين في العالم العربي والإسلامي.



الإمارات قوة إقليمية رغم أنف الحاقدين، وستبقى كذلك.