في الوقت الذي تغرق فيه منطقتنا العربية في خلافات سياسية حادة، نتيجة أحداث ما يسمى بـ »الربيع العربي«، فإن دولة الإمارات تبزغ من خضم الفوضى، معلنة أسبوع الابتكار الذي ينطلق اليوم، وينتهي السبت المقبل.
الإمارات لا تقع على المريخ، بل هي جزء من المحيط العربي، الذي يتعرض لكل تلك الأزمات والحروب، فما الذي يجعلها تحتفل بأسبوع ابتكار في خضم الفوضى؟، ليس هذا فحسب، بل إن قواتنا المسلحة تخوض حرباً ضد قوى الإجرام في اليمن الشقيق.
هناك عدة أسباب، أولها الأهمية الكبرى التي توليها قيادتنا الرشيدة بالعلم وبنمط التفكير المرتكز على الابتكار بدل التقليد. أسلوب التفكير هذا أصبح مذهباً، بل مدرسة في دول تملأ اختراعاتها حياتنا، مثل اليابان وألمانيا.
وأخص هاتين الدولتين بالذكر، كون ظروف نهوضهما من بعد حرب عالمية مدمرة، لتدخلا عصر التطور العلمي، تشبه خروج الإمارات من عصر الاستعمار إلى مرحلة النفط، وخروجها من زمن النفط تدريجياً الآن لتدخل عهد الابتكار، والذي يعتبر الاقتصاد المبني على المعرفة أساساً له.
إن تخصيص دولتنا أسبوعاً لعرض كل الابتكارات، تأسيس لفكر جديد ستعتنقه الأجيال الحالية والمقبلة، وسنرى ثماره بعد 10 سنوات من اليوم، ولن نبالغ لو أصبحت الإمارات من الدول الصناعية الكبرى بحلول عام 2065.
السبب الثاني في نظري، هو ثقة الدولة في نفسها، وكذلك الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، فالقيادة لها رؤية مستقبلية محددة، تريد تنفيذها لخدمة المصالح العليا للدولة والشعب. واستجابة الشعب لفكرة أسبوع الابتكار بالمشاركة الواسعة، وبتقديم كم هائل من الأفكار، يدل على ترحيبه وثقته العالية في الاتجاه الذي اختارته القيادة الرشيدة من أجل المستقبل ورفعة الوطن.