للمرة الأولى في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة يتم تخصيص يوم لإحياء ذكرى الشهيد، الذي يكرس فخر واعتزاز دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً بتضحيات الشهداء الأبرار، من أجل إعلاء راية الوطن، وتعبيراً عن وقوفها ودعمها أسر وذوي الشهداء.

إن حب الوطن ليس مجرد شعور إنساني يقتصر على القلب، إنما هو متجسد في السلوك البشري، وهو بالتأكيد أغلى من حب النفس.

حب الوطن والدفاع عنه من المبادئ التي غرسها الإسلام في نفوسنا ،وهي ونصرة الأشقاء المظلومين من القيم التي ربانا والدنا المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. نعم، جميلة كانت تلبية الإمارات لذلك النداء، جميلة تلك التضحيات والبطولات التي قدمها شبابنا في القوات المسلحة، للدفاع عن هذا الوطن الغالي.

تضحيات تعكس عشقهم هذا الوطن المعطاء وغيرتهم عليه. تضحيات تنبع من إحساس هؤلاء الشهداء أن الدفاع عن الوطن واجب ديني ووطني. كلنا شاهدنا لقطة مؤثرة جداً عن مدى الترابط والتلاحم ليس بين القيادة والشعب فقط ،بل بين أسودنا في القوات المسلحة وزملائهم الشهداء، ولن أنسى لقطة الجندي المصاب عندما قال لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: ردوني إلى اليمن أريد أن ألحق برفاقي.

الشهادة في سبيل الله والوطن بحاجة إلى عزيمة وطاقة وقدرة على البذل، واستبسال في الميدان، وشجاعة وإصرار، للوصول إلى النصر أو الشهادة. وهذه الصفات وجدناها كلها في نفوس شهدائنا، بل بإمكاننا القول: إنها أصبحت ثقافة جيل، وهذا يدل على نجاح القيادة الرشيدة في تنشئة أجيال من حماة الوطن، وتربيتهم وغرس قيمة الانتماء للوطن في قلوبهم.

إن كل حرب هي اختبار، وقد اجتزناه، وحصدنا نتائج طيبة، وبالنظر إلى النتائج فنحن بخير، بإذن الله تعالى.