أخرج من البيت صباحاً إلى عملي، وأعود مساء إلى بيتي، في مسافة العشرين كيلومتراً هذه تلعب أصابعي في أزرار مذياع السيارة من المحطة المثبتة على الزر 1 إلى أختها المثبتة على الزر 6 في رحلة ذهاب وإياب من النادر خلالها أن استقر على محطة مدة تتجاوز العشر دقائق.

أسمع البرامج الحوارية الجادة صباحاً، وأخواتها غير الحوارية التافهة ظهراً وعصراً، التي يتفنن فيها المذيعون في قراءة ما يقوله المغردون أو مرسلو الرسائل النصية لمذيع/‏‏مذيعة البرنامج حول مواضيع يطرحها المذيعون عادة، وتكون عن التسوق أو التشاؤم أو التذمر أو كيف تمضي وقتك في الزحام؟

بالطبع هذه البرامج تعتمد على مشاركة المستمعين وتفاعلهم، ولولا التفاعل لما استمرت ساعة واحدة، ولا ننسى الموسيقى السريعة الإيقاع في الخلفية، والأغاني التي تحتل أكثر من نصف وقت البرنامج. وبعد ساعتين كالعامين نصل لنهايته، لكن لدينا سؤال: ماذا استفدت من البرنامج؟ لم لا نخاطب عقل المستمع بما يستحقه؟ لم لا تستضيف هذه البرامج أشخاصاً ملهمين ذوي تجارب ناجحة، وما أكثرهم في دولتنا؟.

لم لا نحارب الأفكار الشاذة، والفكر التضليلي المتشدد، بغرس حب الوطن، وتأكيد الولاء لقيادتنا الرشيدة بتوعية الشباب بالمخاطر التي تترصدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

مسك الختام: هناك عشرات الأفكار لصناعة برامج هادفة وبناءة ومفيدة للمستمع، وعلينا الارتقاء به لا مسايرته.