في المقال المنشور يوم الأربعاء الماضي، تحت عنوان «شماعة الجهل غير مجدية» ورد لبس في تسمية وزارة الدولة لشؤون مجلس الوزراء بدلاً من وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني، وكان المقال معني بالأخيرة لذا لزم التنويه.

وبعيدا الآن عن الأسئلة التي فرضتها نتائج الانتخابات والمشاركة الضعيفة للناخبين، ومع أمل الوعود التي أطلقتها لجنة الانتخابات بالنظر فيها والبحث عن أسبابها. يبقى أن نقول إن هموم المواطن الإماراتي في مجملها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، واقل أيضاً، لكن على قلة عددها، إلا أنها تبقى هموماً، ويبقى السعي لحلها هو المرام. وعلاقة المواطن بعضو المجلس الوطني، وبالمجلس نفسه، حتى وان كانت صلاحيات هذا المجلس ناقصة أمام استحقاقات تطويرية كثيرة، علاقة هادئة في كل الأحوال، منذ إنشاء هذا المجلس.

لكن أحلام المواطن العادي والبسيط ترتبط كثيراً بوثوقه في أن صوته وشكواه تصل. فالمفارقة الحاصلة في علاقة المواطن بالمجلس الوطني، أو حتى بأعضائه، تقول إن مقدمي برامج البث المباشر هم الأقرب للمواطن في شكواه من عضو المجلس. وهذه مفارقة، عجيبة إذا ما تأملناها، وكلنا يدرك كم هو تواصل المسؤولين مع هذه البرامج لأنها النافذة التي تصلهم بهموم الناس.

الكثير من القضايا جماعية، أو فردية تم بحث حلولها عبر أثير برامج البث المباشر، بل إن مقدمي هذه البرامج أصبحوا أكثر شهرة من أعضاء المجلس الوطني، وأكثر قربا، والمواطن صار يعتمد هذه النافذة في إيصال شكواه وهمومه، بل ووصل الحال أيضاً إلى حاجته.. فهناك برامج ناجحة استطاعت أن تكون مصدراً لتلبية احتياجات الناس.

كيف بزغ نجم مقدمي برامج البث المباشر وخطفوا النجومية من أعضاء المجلس الوطني؟ الإجابة بكل بساطة سهلة للغاية.. هؤلاء أقرب وأولئك أبعد بالنسبة للمواطن. لماذا يتواصل المسؤولون مع البث المباشر لتلبية احتياجات الناس والمساهمة في حل قضاياهم، وتصبح التلبية مستعصية عند العديد من أعضاء المجلس الوطني؟ هذه أسئلة المواطن العادي البسيط.

كنا نقول زمان.. الانزواء تحت قبة الوطني، واكتفاء كثير من الأعضاء بالاسترخاء الذي يوفره مقعد الوطني ومكتسباته قد تؤدي كثيرا إلى إغفال النزول إلى الشارع والاقتراب من الناس.. حتى ولو كان هذا العضو لا يمتلك صلاحية التنفيذ، لكننا نتعامل مع وجوده وقربه، باعتباره المستشعر الحساس لنبض الحياة، والناقل الجيد لهذا النبض إلى مواقع صناعة القرار.

هذا الكلام ليس مسحوباً على الجميع بطبيعة الحال، ففي مسيرة المجلس الوطني، هناك أسماء وطنية، وبالصلاحيات المتوفرة حالياً، استطاعوا خدمة الوطن والمواطن، لأن الأمر كان شاغلهم الأهم.