الإماراتيات والعربيات المقيمات مطالبات اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالتعرض لأشعة الشمس، لحماية أنفسهن من الإصابة بمرض هشاشة العظام. حيث تقول دراسة طبية إن عظامهن، قابلة للكسر بأقل القليل من القوة، أو التعرض لإصابة بسيطة. ما العمل طالما أن نساءنا لا يستطعن الخروج إلى المتنزهات والشواطئ في وضح النهار، ولا من طبعهن «التشمس» على البلاجات؟

الدراسة تقول إن أربعين بالمئة من نسائنا في الإمارات معرضات لخطر انخفاض معدلات فيتامين (د)، لأنهن يمارسن عادات وتقاليد وأسلوب حياة يمنعهن من التعرض لأشعة الشمس يومياً ولو لعشر دقائق لدرء خطر الإصابة بهشاشة العظام. الدراسة تنقل تفاصيل دقيقة، وتستشعر بذلك الخطر، وتنبه أيضاً إلى ضرورة إعادة النظر في الوقت الذي تقضيه النساء في الأماكن المغلقة، البيوت والمولات والسيارات. لكن في المقابل، يثير الموضوع الفضول، فهذا يعني أن شمس أغسطس لا تؤثر في نسائنا، بالرغم من أنها تشوي الحديد.

 والأمر الآخر أن على نسائنا ممارسة رياضة التعرض لأشعة الشمس، لكن لا تتوافر لهن أماكن بعيدة عن العيون.. فشواطئنا وحدائقنا العامة تلفظ المواطنين في أغلب الأوقات، لوجود من يزاحمهم فيها، وإذا ما ذهبت النساء إليها، فإنك تراهن وقد (ترصصن) بجانب بعضهن البعض، وتوارين خلف الأشجار والسواتر.

ومنهن أصلاً من لا تفكر بالنزول إلى الشاطئ، وتكتفي بالنظر إليه من وراء زجاج السيارة. فالحدائق في العطلات تزدحم بما لا يقل عن 180 جنسية، في زحمة ما بعدها زحمة، وأمر الشواطئ هكذا أيضاً، هذا إن وجدت شواطئ حرة، مثل أيام زمان، فهي أيضاً ملغومة بعيون مئات العمال الهائمين على وجوههم في أيام الإجازات. وأيضاً تحولت تلك الامتدادات إلى شواطئ خاصة، ملك لمؤسسات وأفراد وفنادق ومشاريع.

لم يبق أمام المواطنات سوى (حوش) البيوت، هناك، تستطيع، أم فاطمة، وأم حسن وأم عليا أن يجدن لأنفسهن مساحة ليمددن أجسادهن في قبالة أشعة الشمس لأخذ جرعات من فيتامين (د) الطبيعي، لكن هذا سيكون، في حال وجود سواتر تمنع العيون المتلصصة من بقية البيوت، خصوصاً إذا كانت أم عليا تسكن في بيت (بوطابق) وسط غابة من بيوت (بوطابقين).

أما البديل الآخر فهو أن يقوم أبو حسن يومياً بأخذ أم حسن في الصباح الباكر إلى البر، حيث التلال الذهبية، بعيداً عن الأعين، وسيكون عليه أن يبحث لها عن (عرقوب) متوار، لا تصل إليه العيون التي تمسح الصحراء، وهذا سيضطره إلى القيام بمناورات للدخول إلى عمق الصحراء وعبور (الشبك) الممتد على طول الشارع.

الغريب أن من يتمعن في منغصات التركيبة السكانية، سيرى أن الذي أسهم في بنائها وبناء وجودها وأمعن في تربية ضغوطاتها، لم يفكر أنها ستلتهم كل شيء، حتى ما تجود به أشعة الشمس!