جاءت كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في توقيت غاية في الأهمية، وحملت في فحواها التأكيد على ترسيخ مبادئ المشاركة والتنمية، بتكريس أهمية العنصر البشري المواطن في نهج سياسة الدولة.

إن دعوة سموه لأبناء الوطن أعضاء الهيئات الانتخابية إلى المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي يوم السبت المقبل هي توجيه بأداء واجب وطني يلزم الجميع بالتوجه إلى مراكز الاقتراع، ونوه سموه في كلمته إلى الاحتفال بالذكرى الأربعين لقيام اتحاد إماراتنا الغالية في 2 من ديسمبر المقبل، واعتبار هذه المناسبة بداية مرحلة جديدة نحو التطور والإنجاز وإعلاء مكانة دولتنا بين الأمم. وانتخابات السبت جزء من احتفالنا بالذكرى الأربعين للاتحاد، وتطبيق عملي لهذه المرحلة الجديدة.

كما أن الإشارة في الخطاب إلى نهج الآباء المؤسسين للاتحاد، بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بـاعتماده كنهج يقوم على التشاور مع أبناء الشعب وإشراكهم في صياغة مستقبل بلادهم، تعكس الإيمان بأهمية استمرارية النهج ومواصلته والارتقاء به، باعتباره من صلب ثقافتنا وتراثنا.

وأكدت كلمة رئيس الدولة مجدداً على أهمية المجلس الوطني الاتحادي ودوره في مسيرة الاتحاد منذ إنشائه في العام 1972، وجاءت كلمة سموه في هذا التوقيت تحمل في مغزاها أكثر من رسالة، حيث وصف المجلس بقوله: «كان وما زال منصة قوية للمشاركة السياسية والتأثير الإيجابي في عملية صنع القرار في البلاد»، هذه الإشادة الثمينة من رئيس الدولة، حفظه الله، تبطل شكوك البعض حول فاعلية المجلس وتأثيره في عملية صنع القرار.

وتتوجه كلمة سموه إلى الناخبين من الدعوة إلى مراكز الاقتراع إلى تبيان أهمية المجلس، من أجل المضي قدما واستكمال مراحل عملية تمكين المجلس وتفعيل دوره ليكون سلطة داعمة ومرشدة للسلطة التنفيذية في الدولة. كما يكشف الخطاب عن إيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية المشاركة السياسية ووصفها بأنها «جزء لا يتجزأ من تقدم الدولة والتنمية الشاملة التي نعيشها».

وقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته في أكثر من موضع على أهمية دور المواطن في المساهمة في تقدم وطننا، ولذلك يحظى المواطن باهتمام القيادة ويشغل محور سياسات الحكومة. ويتجلى ذلك في قول سموه: «إن بناء الإنسان هو الطريق الأفضل لبناء الأوطان».

دولتنا منذ قيامها أولت الجوانب المعيشية وتوفير الرخاء جل اهتمامها، واليوم تستكمل مسيرة التنمية بالتركيز على التنمية السياسية لمواصلة مسيرة النهضة. وتعكس دعوة صاحب السمو رئيس الدولة إلى أن يكون المواطن شريكاً في صياغة مستقبل الأمة ورسم سياستها، رؤية رئيس الدولة بضرورة تمكين المجلس الوطني الاتحادي وتفعيل دوره في الحياة السياسية في بلدنا الحبيب، الأمر الذي يتطلب إتاحة هامش أكبر من الصلاحيات الدستورية للمجلس لأداء الدور المرتقب منه في المستقبل.

وجاءت كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس لتؤكد على ترسيخ مفهوم الديمقراطية ضمن الإطار المؤسسي لدولة الإمارات. وأوضح سموه أن الممارسة الديمقراطية متأصلة «منذ زمن الأجداد والآباء المؤسسين الذين كانوا ديمقراطيين بفطرتهم وأصالتهم انطلاقاً من تراثهم الأصيل وواقعهم الاجتماعي».

وتتضح من دعوة نائب رئيس الدولة الناخبين إلى خوض هذه التجربة «بأسلوب حضاري ديمقراطي بعيداً عن المواربة والمجاملة الشخصية» حرص سموه على إنجاح العملية الانتخابية، إيمانا منه بأهمية المجلس في عملية صنع القرار، كما يعكس وصف سموه للمجلس الوطني بـ«منبر وطني حر له حصانته كسلطة تشريعية»، رؤية القيادة الحكيمة للسير قدماً في عملية التمكين والمشاركة السياسية.

تصريحات رئيس الدولة ونائبه تضع الناخبين أمام مسؤولية المشاركة لترسيخ الديمقراطية للانطلاق نحو مراحل متقدمة من التنمية السياسية في المستقبل.