بحسبة متلقي الإجازة من الموظفين والطلاب فإن إجازة عيد الأضحى لهذا العام هي يوم واحد فقط، وهو يوم الأحد، ولا أدري إن كان ذلك قد حدث في تاريخ الإجازات عندنا، أما بحسبة مقرر الإجازة فهي أربعة أيام شاملة الجمعة والسبت وهي أطول من الإجازة المحددة في قانون الإجازات لعيد الأضحى ويوم عرفة والتي هي ثلاثة أيام فقط .

إنها إجازة نهاية أسبوع طويلة، وليست إجازة عيد، كان ذلك هو التعليق الأكثر مرارة في تويتر على قصر هذه الإجازة.

يتذكر الناس تلك الأيام التي كانت فيها الإجازة الأسبوعية لا تحتسب في مثل هذه الحالات، ويتمنون العودة لها طبعا، ولكن واضع القانون يفكر بطريقة مختلفة، يحكمها مصلحة العمل بشكل كبير، فالأساس العمل والإجازة عارض لا ينبغي أن يطول.

المناسبات الدينية الرئيسية عندنا أربع، وهي رمضان والحج وعيدا الفطر والأضحى ، وفيها يحتاج الناس إلى أطول ما يمكن من إجازة ، ولكن الذي يحدث أن إجازة عيد الفطر يومان وعيد الأضحى ثلاثة مع الوقفة، والحج خمسة عشر يوماً للحاج، ورمضان لا إجازة خاصة به، ولا بالعشر الأواخر، بل كثيرا ما كانت الامتحانات تقع في هذه العشر بدون مراعاة لطبيعة تلك الأيام وحاجات الناس الروحية فيها .

هناك بعض الإجازات التي لا يحتاج إليها الإنسان، وأراها هدرا للوقت ليس إلا، مثل إجازة الإسراء والمعراج والمولد النبوي، وهي عبارة عن يوم واحد، لا يستفيد منه الناس ترفيهيا في الغالب خاصة إذا وقع في منتصف الأسبوع .

إن إلغاء هذه الإجازات وإضافتها لإجازة العيدين ستكون شيئا مفيدا بحيث تكون الإجازة الرسمية لكل عيد لا تقل عن خمسة أيام كاملة، كما أقترح التخلي عن احتساب الإجازة الأسبوعية ضمن الإجازات الرسمية في العيدين تحديدا، فحاجة الناس إلى الإحساس بالعيد وإعطائه أهميته وممارسة كل طقوسه الدينية والاجتماعية، إضافة إلى وجود وقت كاف للراحة والاستجمام أمر لا يختلف عليه اثنان .

الطلاب لهم وضعهم الخاص، فهم لا يجنون راتبا من عملهم ولا يدخلون أموالا إلى سوق العمل، كما أن أعمارهم الواقعة في الطفولة والمراهقة ومراحل النمو، تحتاج إلى أوقات طويلة من الراحة والمرح والانطلاق، ومردود ذلك يكون في مزيد من قوتهم الجسمية والعقلية، وقابليتهم للتعلم والإبداع، لذا فإن نوعا من المرونة سيكون جيدا بالنسبة لهم، ولا بأس بالعودة لاحتساب اليوم الواقع بين إجازتين إجازة لهم، بدلا من التشديد والعقاب والتهديد بالويل والثبور، لن يعيدوا اختراع الذرة بمزيد من الضغط والدراسة، ولكنهم سيخسرون الكثير من بهجة أيام لن تعود أبدا، فلنأخذ الأمور بالهون، ولا نجعل أيامهم ملعبا لكل مسؤول جديد يريد إثبات قدراته الفذة على ضبط هؤلاء المساكين.

وكل عام وأنتم بخير