أمام الذكرى الحادية والأربعين لقيام الاتحاد، يحق لنا الوقوف بفخر لنرى إنجازاتنا في ذلك الزمن المحدود، لن أكرر الحديث عما كان موجوداً قبل الاتحاد، وكان سيتطور بما يتناسب مع الحالة الاقتصادية، ولكن إنجازاتنا الحقيقية كانت في ما يجمعنا كشعب يتشكل من جديد على روح وقيم وحالة جديدة لم يكن يعرفها في الماضي، جامعة الإمارات، المجلس الأعلى، المجلس الوطني.
فضلاً عن وجود زعيم فذ اجتمعت عليه القلوب على رأس الهرم السياسي، ثم ونتيجة لهذه الصورة، الصورة المشرقة لنا في الخارج كشعب ووطن وقائد وحكومة.
اليوم كل الإنجازات موجودة، والغائب الكبير والحاضر فينا أبداً هو المغفور له الشيخ زايد، ولكن غيابه لا يعني أبداً غياب تلك المبادئ التي غرسها فينا فرداً فرداً كشعب، ثم إن قائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حمل الأمانة وقاد السفينة ولا يزال يقودها بروح زايد وقيم زايد وقدرة زايد الفذة على تجاوز الصعاب.
اليوم والوطن يواجه بعض العواصف والتقلبات داخل مجتمعنا الآمن، نجدنا نتساءل حول أشياء لم نعرفها من قبل، منذ متى والإماراتي يتساءل أنا مع من وضد من ؟ منذ متى والإماراتي يجد نفسه مطالباً بإثبات الولاء لحكومته، ورئيسه؟ منذ متى يجلس الإماراتي مع إخوانه وأصدقائه لا ليتناقشوا في الأفكار والآراء وفي ما يقومون به من مشاريع في مجالات عملهم لمصلحة الوطن وجماله وتقدمه.
وإنما ليتناقشوا في أشخاص وما قالوه وما فعلوه، وما بثوه في هذا الفضاء الإماراتي المحدود من أحاديث، أضاعت الكثيرين في تفاصيلها وجزئياتها وأخذتهم بعيداً عن مجال عطائهم الحقيقي في الحياة والوطن.
بدأنا بقوة كبناء اتحادي فريد في التاريخ، وكشعب عريق له قيمه ومبادئه وإسهاماته في الحضارة الإنسانية في الماضي والحاضر، شعب ضخت فيه دماء جديدة بالاتحاد فتجدد، وتحول سريعاً إلى كتلة واحدة تستخدم مفردات جديدة، كالرئيس والدولة وأنا إماراتي، لقد قلناها وشعرنا بها وما زالت في دمائنا.
لدينا إنجازات ربما فاقت ما أنجزه الآخرون بمراحل وأشواط في كل مجال، ولدينا القدرة على المواصلة بروح قوية، وعدم التراجع عن نهجنا في الحياة القائمة على البذل والعطاء الدائم للوطن، ولدينا الثقة بقائدنا صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، على تجاوز أي أزمة، وإعادة الروح الوطنية للجميع تحت سماء الإمارات الحبيبة.
والشعب ينتظر الذكرى الحادية والأربعين لقيام الاتحاد، لتكون ذكرى توحيد القلوب واستبعاد أي شبهة للانقسام، فكلنا إماراتيون، وكلنا سيلتقي أبناؤنا وأحفادنا غداً في المدارس والمعاهد وأماكن العمل بقلوب صافية محبة خالية من أي حقد أو ضغينة.
وصدق الله العظيم الذي جعل التعارف، بما يحمله من دلالات، الداعي الأول والأهم لقيام الشعوب حين قال عز وجل في كتابه الكريم (وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليمٌ خبير) فلتسعنا هذه الآية ولنجدد عزمنا على أن نظل شعباً واحداً يعيش في حرية وأمان وتآلف.