يقع مطعم أفغاني على قارعة طريق فرعي لشارع الشيخ زايد في دبي، أمر عليه في بعض الأحيان لتناول وجبة غداء، ويرتاده الكثيرون من داخل الإمارات وخارجها يفضلون الأكل الأفغاني، وأسعاره في متناول الجميع، وأكلاته بها طعم خاص.

ما دعاني أتحدث عن هذا المطعم الأفغاني ليس الطعام الأفغاني في حقيقة الأمر، بقدر لحظة تفكير فيما يعانيه الإنسان الأفغاني من ويلات حرب أميركية وغربية حسب ما يدعون لمحاربة الإرهاب، وحتى يومنا هذا لم تتحقق الحرية للشعب الأفغاني الذي يعيش في فقر تنموي.

كاتب أميركي يدعى دولنالد لامبرو يقول: ربما يرى العالم أفغانستان كتلة من الجبال تعلوها الأتربة والدخان وتنمحي معالمها بين الأطلال المنتشرة في ظل مكان، لكن الجيولوجيين كان لهم رأي آخر، فهم يرون أفغانستان بلداً يحظى بأغلى الثروات الطبيعية التي لو توافرت في دولة أخرى لم تشهد كل هذه الحروب لكانت من أغنى الدول وأقواها على الإطلاق".

المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قالت ذات مرة خلال زيارة مفاجئة لأفغانستان لتفقد جنود بلادها المشاركين في الحرب " إن ليس بالحرب يحيا السلام". قالت هذه الكلمات بعد مقتل جندي الماني، بينما أكدت قبل ذلك ان مشاركة ألمانيا في الحرب جاءت كتأكيد للدفاع عن ألمانيا.

فأي حرب هذه التي تدمر البلاد وتقتل الشعوب بدل حمايتهم وهم يعيشون في بيوت فقيرة من الطين ويقتل فيها الأطفال من دون أي ذنب سوى انهم يعيشون في زمن الإرهاب.

هل صرف أميركا كل هذه الأموال من أجل محاربة طالبان والإرهاب فقط، أم هو لدوافع نهب خيرات هذه الأرض الغنية بالثروات المعدنية سواء من النفط والذهب والنحاس والحديد؟

ويقدر الناتج لهذه الثروة بحوالي الألف مليار دولار، خاصة لمعدن الليتيوم الذي يشكل أهمية في صناعات المستقبل مثل الهواتف المحمولة والكومبيوترات والسيارات الكهربائية، كل هذه الثروات الطبيعية تعد سبباً لغزو أميركي لأفغانستان وليس محاربة الإرهاب. بينما نرى الشعب الأفغاني يعاني من الفقر، ومششت بين البلدان يعمل عاملًا بسيطاً من أجل قوت يومه. اليوم يتطلع الأفغان ان يبدأوا حياة آمنة ومستقرة قبل ان يفكروا في ثروات وخيرات بلادهم العظيمة، التي بإمكانها ان تجعلهم أغنياء.

خروج القوات الأميركية والناتو من افغانستان رغم ما يشاع من خوف بعد الرحيل، واحتمال عودة جماعة طالبان، هذه كلها أفكار يغذيها الغرب بأخبار كاذبة بهدف تخويف الشعوب الفقيرة، من أجل غزوها ونهب ثرواتها.

نتطلع بعد العام 2014 ان يبدأ الأفغان حياة السلام والاستقرار من أجل الإحساس بمقومات التنمية وتعليم أطفالهم ونسائهم وتوفير الخدمات الصحية والبنى الأساسية التي يحتاجون اليها في مستقبل بلادهم.