على مدار اثنين وأربعين عاماً من عمر نهضة سلطنة عُمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، عملت هذه القيادة بصمت كبير من أجل تغيير وجه الأرض والإنسان في عُمان، بعد حالة الظلام والرجعية التي أصابت التاريخ العماني بعد أن كانت عُمان إمبراطورية كبرى يشهد لها التاريخ.
سياسة السلطان قابوس بعد أن تولى الحكم في عُمان منذ 23 يوليو 1970، كانت تسير على أسس بناء الوطن، ورفعة إنسان عُمان، ليكون مواكباً لركب العالم المتقدم عنه بقرون. لذلك أكد السلطان منذ وصوله للحكم بعد خلافة أبيه، انه سيعمل على أسرع ما يمكن لتحسين وضع بلاده وجعلها في مصاف الدول المتقدمة ومن أجل أن يجعل العمانيين سعداء بعد حياة الظلام التي كانوا يعيشونها.
نهج السلطان قابوس نهجاً بعيداً عن الضوضاء وأبعد نفسه وبلاده عن الكثير من القضايا، رغم أن عُمان كان دورها كبيراً في فترة من الفترات. إلا أن النهج القابوسي كان له بعد كبير من أجل بناء الداخل الذي أخذ ولا يزال جل الاهتمام والرعاية من السلطان قابوس ذاته. فبعد انعدام المدارس والمستشفيات والطرق ومؤسسات التعليم العالي، سارع بتوفير كل هذه رغم ضعف الدخل الاقتصادي لعُمان، حتى قطع شوطاً كبيراً في التنمية.
يبقى الإنسان العُماني هو أساس البناء والتنمية. فلا تنمية من دون تنمية الإنسان الذي هو المحرك الأساس للنهضة والبناء والتنمية، وقد أدرك السلطان قابوس كل هذه المعطيات، وأكد في خطاباته أن الإنسان محور التنمية وصانعها ومحركها، لذلك تغير فكر إنسان عُمان كثيراً بعد مرحلة انتفاضة تنموية قادها السلطان قابوس بحكمة كبيرة وإرادة شعبية عظيمة، حققت معها سلطنة عُمان الكثير بين أقرانها في دول الخليج والدول العربية.
اليوم تسعى عمان لكي تعجل نهضتها الحديثة ببناء يدفع الإنسان العُماني لمراحل أكثر إشراقاً، إلى انه في ظل التطورات التي تشهدها الساحة العربية، فإنه يجب العمل أسرع مما كان في السنوات الماضية، خاصة في الجوانب الاجتماعية والعيش السعيد لإنسان عُمان الذي كافح ولا يزال من أجل حياة كريمة، اليوم ومع اكتمال البنية التحتية للبلاد، فإن النهضة الجديدة يجب أن تكون من أجل الإنسان العُماني ذاته، بتحسين ظروف معيشته، من أجل أن يكون "سعيداً". اليوم وبعد بداية العام 43 من النهضة العُمانية، فإنه يجب أن تتعمق الخطط الاستراتيجية العُمانية نحو الإنسان العُماني، لأن توافق الشعب واستقراره مع قيادته، لا يكون إلا من خلال رفاهية المواطن وسعادته واستقرار معيشته، التي تشكل أولوية كبرى في نفس ذلك الإنسان الذي يرى اليوم متغيرات عديدة على الساحة العالمية، بعد أن انحصر سنوات في مجتمعه الداخلي، من أجل بناء بيته ووطنه الكبير، ليبدأ بعد ذلك بناء المستقبل للأجيال القادمة ولبناء عُمان الكبرى.