بعد أن استقطب الربيع العربي حشداً من المواطنين المؤيدين من أجل الخلاص من براثن الدكتاتورية لحكام تمادوا في سلطة الإدارة للدول والشعوب، عاد ذلك المواطن العربي مرة أخرى إلى الشوارع، ولكن هذه المرة لتصحيح مسار الثورة التي استغلها "الإخوان" وسرقوها من أهلها في غمضة عين.

لماذا تغيرت لهجة بعض الحكومات العربية التي جاءت بعد الربيع العربي، في التعامل مع المواطن العربي بعنف وقتل وسجن، هل لأنه جاء لتصحيح وضع الثورة التي بدأها ضد من هم عاثوا فساداً في الدولة والأرض والإنسان. ليأتي بعدها "الإخوان" ليدمروا إرادة الشعوب العربية في مصر وتونس وقد يطال الأمر ليبيا. اتهامات حكومات "الإخوان" لمن خرج في شوارع مصر يوم 30 يونيو بأنهم خرجوا على الشرعية التي جاءت بالإخوان، حتى بات القتال دائراً بين الشعب ذاته الآن لأن "الإخوان" لا يريدون الخروج من السلطة.

محاولات الحكومة المصرية الجديدة للتوافق مع "الإخوان" باءت بالفشل، رغم المساعي الدولية للتقريب بين الطرفين من أجل حلحلة الأزمة الدائرة بهدف إخراج مصر من الفوضى.

أسباب عدم موافقة "الإخوان" من الخروج السلمي تأتي لأن الفوضى هي خيار هذه الجماعة التي تعمل على نشر الفوضى والتخريب والقتل، من أجل زعزعة الاستقرار. كنا نأمل أن يتوافق "الإخوان" مع الشعب بحسن نية وليس العمل على تأجيج الشارع لتدمر مصر وتضعف اقتصاد البلاد عبر عرقلة الحركة في العاصمة وهو ما يشكل ضعفاً للبنية الاقتصادية التي تزداد تآكلاً يوماً بعد يوم.

أزمة مصر تحتاج اليوم لوجود من هم ينظرون لمستقبل مصر وشعبها، بهدف إيصالها لمرحلة تنموية متقدمة مثل ما يجري في عدد من الدول العربية وبخاصة في دول الخليج، لكن الفوضى التي نشرها "الإخوان" لن تعيد مصر لخارطة الأمة العربية في ظل هكذا تصرفات غير محسوبة ومدروسة من قبل الإخوان حتى يزداد الحقد ضدهم من قبل الشارع المصري الواعي لأهمية المرحلة الانتقالية التي تعيشها بلاده، والشعب لن يصبر كثيراً لما يريده الإخوان من فوضى بداعي اللعب على الشرعية التي فقدها مرسي منذ الإطاحة به من قبل الشارع الذي ثار عليه وعلى سياسته التي أبعدته وجماعته عن موقع الرئاسة الذي أريد به باطلاً وليس مصلحة مصر.

ولا شك أن التدخلات الأجنبية في الشأن المصري، قد تشكل عقبة كبيرة في مرحلة لاحقة، نظراً للضغوط التي تمارسها تلك الدول على السلطات المصرية، حتى تظل بعيدة عن حلحلة المشكلات بحلول تنبع من الداخل لأن "أهل مصر أدرى من غيرهم بمجرى وادي النيل" الذي لا شك أنه يصب من أجل بناء مصر ورفعة شأنها لتظل بيت العرب مهما عانت من فوضى "الإخوان".