فرحة المصريين بمشروع قناة السويس الجديدة لا تضاهى، يشاركهم فيها بلا منازع أهل الإمارات حكومة وشعباً، فالتاريخ سيقف أمام الحدث كثيراً خاصة أن المصريين نجحوا في تحويل المشروع من مجرد فكرة إلى واقع ملموس تحدى الظروف والقوى المضادة.
القناة مشروع شراكة كبير ضم كل حريص على مصر ومصلحتها وظهر الصديق الحقيقي من المدعي، فنجد أنه قد اقيم تحالف بقيادة شركة الجرافات البحرية الوطنية الإماراتية اطلق عليه " تحالف التحدي" ضم شركاء هولنديين وبلجيكيين وكان لأول مرة يحدث في العالم أن يشترك 26 كراكة هي الأضخم في العالم، وأن 75 % من المعدات كانت مملوكة لاتحاد التحدي تعمل في مشروع واحد وفي فترة زمنية هي الأقصر في الإنجاز.
ملحمة القناة تتشابه إلى حد كبير مع ملحمة حرب أكتوبر المجيدة، فالتحدي هو التحدي والإصرار على النصر هو نفسه، ومما يذكر في هذا الشأن هو التلاحم الإماراتي المصري في الحالتين، فكان الوالد العظيم والمؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد رحمة الله عليه أول من سارع الى نجدة مصر في حربها ضد الكيان الصهيوني. ولم يكتف بالمساعدات المادية فقط بل أوفد ابنه الشيخ خليفة رئيس دولة الإمارات حفظه الله إلى جبهة القتال ليتفقد الجنود ويعبر قناة السويس مع من عبر وجاء النصر في عام 1973، مثلما جاء هذا العام أيضا حيث يشارك الإماراتيون بكل عزمهم في افتتاح قناة السويس وغيرها من مشروعات لنهضة مصر وبلا مقابل، إلا الحب والمودة.
مصر تتوسط الشرق والغرب، وقد جاء أبناؤها في يومنا هذا ليشيدوا تاريخا يمتد إلى جذورهم بإنشاء قناة جديدة تضاف إلى القديمة، في عام واحد فقط في تحدٍّ جديد، ولكن التحدي الذي سبق كل ذلك هو إرادة المصريين، ورغبتهم العارمة بإثبات ذاتهم، وهذا في نظري التحدي الأكبر، وهو التمويل الذي جاء بعكس كل التوقعات من المصريين انفسهم فتم جمع 64.5 مليار جنيه في غضون 8 أيام فقط، وتم الجمع من خلال شهادات استثمار بضمان المصرف المركزي بفئات تبدأ من 10 جنيهات شارك فيها الفقراء قبل الأغنياء.