صدق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين قال إنه «لن ينجح أحد في عزل روسيا.. مهما فعل»، وكان يقصد بالطبع الولايات المتحدة الأميركية، التي دأبت على مدى الأعوام القليلة الماضية، على إظهار العداء لروسيا، والسعي لتصوير السياسة الروسية على أنها عدوانية تجاه جيرانها وتجاه دول أخرى، بما فيها الولايات المتحدة نفسها، وقد فشلت كل محاولات واشنطن، وأتت بنتائج عكسية..

حيث اضطرت موسكو للرد عليها بإظهار عيوب وأضرار السياسة الأميركية وألاعيبها ومؤامراتها، وقررت روسيا التصدي للقيام بدورها المنوط بها على الساحة الدولية في حماية السلام والأمن الدوليين، الأمر الذي تعارض كثيراً مع سياسات أميركا واستراتيجياتها الخارجية.

تحركات موسكو كشفت الكثير من عيوب واشنطن ونقاط ضعفها أيضاً، الأمر الذي دفع الكثيرين فرادى وجماعات إلى التوجه نحو روسيا، وهذا بشهادة الأميركيين أنفسهم، الذين انهالوا بالنقد الحاد على إدارة أوباما، بسبب مواقفها الفاشلة تجاه روسيا.

مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق الخبير السياسي، جيد بيبين، قال في حديث تليفزيوني: «الولايات المتحدة بدأت تخسر نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، في الأشهر الأخيرة، حيث جاء العديد من ممثلي الولايات المتحدة والعالم العربي إلى موسكو، من أجل إيجاد حل لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات..

وفي نفس الوقت، لم يذهب أحد إلى واشنطن بحثاً عن التعليمات والتوجيهات من جانب باراك أوباما، نحن وبعض حلفائنا العرب نفضل موسكو لحل مثل هذه المسائل»، وأضاف بيبين قائلاً: «الولايات المتحدة فقدت نفوذها في حل المشاكل، وفي الوقت نفسه، ازداد دور فلاديمير بوتين».

ويعتقد بيبين أن ميزان القوى في المنطقة والعالم، يتغير باستمرار، ولهذا السبب، أصبحت موسكو ذات شعبية وجاذبية أكبر، ويقول: «لقد أدركت المملكة السعودية ودول عربية أخرى، أنها لم تعد قادرة على الاعتماد على أميركا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن روسيا (بوتين) بدأت تحل محل واشنطن». ما يقوله السياسي الأميركي، هو الواقع الذي يفرض نفسه الآن على الساحة الدولية، ولا تستطيع كل وسائل الدعاية والتشويش الأميركية إخفاءه.