لم تمضِ ساعات قليلة على إعلان روسيا، على لسان رئيسها بوتين، عن قرارها بشن حملة جوية على تنظيم «داعش» في سوريا، حتى انهالت الانتقادات من كل حدب وصوب، لهذه الهجمات التي لم تبدأ بعد، وذهب البعض للقول بأن الضربات الجوية الروسية تقصف المدن والمدنيين..
ولم تكن الطائرات قد أقلعت بعد، وفي اليوم الأول للهجمات، خرج الرئيس أوباما في واشنطن، بتصريحات تشكك في جدوى وأهداف الحملة الجوية الروسية، وقال إن روسيا تقصف الشعب السوري، رغم أنه لم تصدر أي أنباء أو صور عن وقوع أي ضحايا مدنيين، ثم تراجع البيت الأبيض في اليوم الثاني، واعترف بأن الضربات الروسية موجهة بالفعل ضد «داعش».
القول بأن روسيا ذهبت بطائراتها إلى سوريا لتحمي نظام الأسد، قول مغلوط ومحرف، ومن ينسبونه للقيادة الروسية، يحرفون الحقيقة عن وعي وعمد، روسيا الدولة العظمى التي تتطلع لتغيير النظام العالمي للأفضل، لا يمكن أن تورط نفسها في حرب خارج حدودها، فشلت فيها منافستها أميركا، من أجل نظام حكم أو مصالح محدودة داخل دولة أجنبية، روسيا ذهبت لتحارب أعداءها وأعداء البشرية..
ولتدرأ عن نفسها خطراً قادماً إليها، آجلاً أو عاجلاً، وهناك في تنظيم «داعش»، الذي أعلن من قبل روسيا هدفاً رئيساً له، الآلاف من الروس تم تجنيدهم من منطقة شمال القوقاز، وهؤلاء سيعودون لروسيا ليمارسوا جرائمهم الإرهابية في ربوعها.
على من يهاجمون الحملة الروسية ضد «داعش»، سواء ممن يخشون أفول نجمهم وصعود نجم روسيا، أو ممن يرفضون أي دور لروسيا، بسبب موقفها في سوريا، عليهم جميعاً أن يعلموا أن الإرهاب الذي تحاربه روسيا، لن يستثني أحداً، حتى من صنعوه ودعموه، فهو كالنار، إذا لم تجد ما تأكله أكلت نفسها، وروسيا لا تكلف أحداً أي شيء في حملتها التي تنفق عليها من ميزانيتها، ولا تطلب من أحد أي مساعدة، فقط، أتركوها تعمل وتنفذ خططها، فقد تركتم الأميركيين سنوات طويلة بلا نتيجة.
أعطوا روسيا الفرصة، فربما يكون الخلاص على يديها.