لا يطلب من الفلسطينيين، وهم وحدهم في الساحة، اجتراح المعجزات أو الانتصار على آلة القتل اليهودية، حتى وإن أدمى الحجر الفلسطيني تلك البندقية المصوبة نحو صدره العاري.
الانتفاضة ككلمة هي حالة فلسطينية خاصة والترجمة العملية لها كانت دوماً تعبيراً وتذكيراً بحالة المحتل اليهودي ووجود شعب لن ينسى واقعه ولن ينسى عدوه، وبالتالي فإن هذا الحجر هو أداة تذكير العالم ونحن بالذات بالحالة الفلسطينية الخاصة التي يعيشها أكثر من 5 ملايين فلسطيني يطلب العالم منهم دوماً ضبط النفس وعدم إزعاج المحتل، وإلا فإن سيف الإرهاب مرفوع.
قد نلحظ نقاشاً أو جدلاً خفيفاً أو حديثاً عن ماهية هذا الذي يحدث في فلسطين، وهل سيبقى الفلسطيني وحده يدفع الثمن، بل يذهب البعض الى الاتهام مباشرة بالمسؤولية عن إثارة غضب المحتل حتى ولو كانت كل شرائع الدنيا تبيح المقاومة في هذه الحالة.
النقاش الفلسطيني الحالي إن صح، فإن جزءاً منه يرتكز على مقولة «لماذا وحدي؟» وما الفائدة من مقتل عشرات أو مئات ثم تعود الحالة إلى طبيعتها؟ وهذا قد يكون صحيحا في بعضه، لكن الجزء الآخر يكمن في ان المحتل يضغط على الجرح ويسعى ربما لهذه الحالة بالاستفزاز والمضايقات اليومية المتنوعة التي لا يمكن تحملها ليس فقط للفلسطيني، بل لأي حي عاقل يعيش على أرضه ويرى أرضه تصادر وأولاده يقتلون.
الفلسطيني في حالته الراهنة يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي في أضعف الإيمان، ولم يطلب منه أحد محاربة إسرائيل، لكن الحد الأدنى يمكن ان يكون ضغطا سياسيا وتهديدا أو تعليقا للخدمة الدبلوماسية، وليس الضغط باتجاه الفلسطيني وكأنه هو المتسبب كما رأينا في حالات سابقة.
مرة أخرى الانتفاضة الفلسطينية أو الأوضاع الحالية في الضفة الغربية أو سمّها ما شئت هي نتاج قبيح للاحتلال.