للسنة الثالثة على التوالي تختار مجلة فوربس الأميركية الرئيس الروسي بوتين الشخصية الأقوى نفوذاً في العالم، علما بأن اختيار فوربس لبوتين في هذه المرتبة ووضع الرئيس الأميركي في مرتبة أقل منه أمر غير عادي، ولا يمر دون مشاكل للمجلة وجدل حولها داخل الدوائر السياسية والإعلامية في واشنطن التي تنفق الكثير من المال والجهد لتشويه سمعة بوتين والحد من صعود شعبيته داخل روسيا وخارجها، لكن فوربس ترد على هذه الحملات في كل عام بأسباب مقنعة لاختيارها لبوتين، منها قدراته على اتخاذ أصعب القرارات في أصعب التوقيتات وبدون تردد، مثل قرار الحرب في جورجيا أغسطس 2008، واسترداد القرم مارس 2014 والحملة العسكرية الجوية في سوريا سبتمبر الماضي، ولقاء بشار الأسد في الكرملين، وتؤكد مجلة فوربس، بعكس الدعاية الغربية، بأن نجاح العملية العسكرية الروسية في سوريا هو السبب وراء التصويت له في التقييم الأخير.

بوتين لا يعرف المجاملة على حساب الشرعية الدولية وأمن واستقرار المجتمع الدولي، ولا على حساب مصالح وأمن بلاده وشعبه، وربما لهذا لم يتردد في قرار وقف رحلات الطيران الروسية إلى مصر، وهو يعلم أن القرار سيؤلم الشعب المصري ورئيسه السيسي صديق بوتين، لكنه يعلم جيدا أن مصر ستتفهم موقفه لأن نجاحات ضرباته للإرهاب في سورية تستفز الإرهابيين للانتقام منه، وهو ما يدفعهم ربما لتفجير الطائرات المدنية الروسية بهدف إثارة الشارع الروسي ضده حتى يوقف حملته في سوريا.

تقييم بوتين بأنه الأقوى عالمياً لا يشكل لديه اهتماماً كبيراً، وقد سبق لمجلة تايم الأميركية أن اختارته الأقوى عالميا في مارس الماضي، وأيضاً وكالة فرانس برس في ديسمبر الماضي، وأكدت مجلة فوربس أن شعبية بوتين بعد العملية في سورية ارتفعت بشكل كبير داخل روسيا وخارجها.

أما بوتين فيعلق على هذه التقييمات الأجنبية قائلاً: «لا يهمني تقييم الآخرين بل يهمني تقييم شعبي لي ولأدائي، ونفوذ الدولة لا يظهر من خلال تصنيفات المجلات، وإنما من خلال القوة الحقيقية للدولة على أرض الواقع».