أميركا بلد الحريات، كما يحلو للبعض تسميتها، والقوة العظمى، كما يراها الكثيرون، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون عنها، أنها تحتوي على أكثر من 41 ميلشيا مسلحة مصنفة إرهابية في أميركا، وفي العالم هناك الكثير من التنظيمات الإرهابية. ولعل ما يربط هذه التنظيمات الإرهابية بمختلف تسمياتها، بما فيهم «داعش»، ازدراء واحتقار الآخر، والرغبة في القتل والسحق، ولا يربطها دين.
ولا يوجد دين سماوي يحض على القتل، ولكن هناك منظمات إرهابية ألصقت نفسها بالأديان، لتعطي أفعالها صبغة دينية، ولتمرير أفكارها، فالإرهاب لا ينتمي لدين، كما يدعي البعض، ويسوق له البعض الآخر، ويصفق لهم العديد من بني جلدتنا.
سؤال آخر، هل تقوم هذه التنظيمات بقتل المنتمين للديانات الأخرى فقط؟ الجواب، كما يعلم الجميع، لا، فـ «داعش» قتلت من المسلمين أكثر مما قتلت من غيرهم، كما أن الميلشيات الأميركية مثلاً، قتلت من المسيحيين أكثر من غيرهم. وهنا نطرح بعض الأسئلة، التي لو وجدنا لها إجابات، من شأنها أن تضعنا على الطريق الصحيح لمعرفة «داعش»، وما تقوم به، ومن خلفها:
لماذا تأخر مجلس الأمن في إعلان «داعش» تنظيماً إرهابياً حتى سنة 2014 في شهر أغسطس بالتحديد؟ ومَنْ خلف هذا التأخير؟
ثم لماذا تأخر التدخل الأميركي والأوروبي ضد «داعش»، حتى وصلت إلى حدود أربيل؟.
كيف استطاع هذا التنظيم التمدد، وهل فعلاً سلمت أميركا العراق للعراقيين، أم أنها سلمته لـ «داعش»؟.
من أين تأتي «داعش» بالمعدات المتطورة والحديثة، في ظل ادعاء البعض قطع سبل الإمداد لها؟ وكيف تستطيع التنقل في مناطق عملياتها المكشوفة، دون أي تهديد لها؟.
بعض التقارير، تذكر أن هناك نسبة من ميزانية «داعش»، تأتي من أشخاص متبرعين وممولين، فإذا استطاعت أجهزة الاستخبارات العالمية تحديد هذا الأمر، فهل عجزت عن تحديد هؤلاء الأشخاص؟، أعتقد لو تم الإجابة عن هذه الأسئلة المحيرة وغيرها، سنعرف من هو عدونا بالضبط.
هل ستتحلى بعض الدول العظمى بالشجاعة، لتعلن أن «داعش» نتاج سياساتها الفاشلة؟.