هي العبارة التي استخدمها أوباما في تبرير أسباب ظهور وتوسع تنظيم «داعش»، قائلاً إنه جاء نتيجة غير مقصودة لاحتلال بوش الابن للعراق في عام 2003. حسنا أيها الرئيس، لكن ماذا بعد، ولماذا يتحمل 25 مليون عراقي، وقبلهم 1.5 مليار مسلم، تبعات ذلك، لماذا لا تملكون الشجاعة لمحاكمة من تسبب بذلك؟.
داعش اليوم دولة كاملة الأركان بعاصمتين ومساحة تفوق بلجيكا، وهي تتوسع بوحشية غير مسبوقة، فهل هذه نتيجة يجب علينا، أبناء المنطقة، أن نتحملها، والأهم، هل يمكن هزيمة «داعش»، التي تقولون إنها جيوش غير مرئية.
ظهرت داعش نتيجة لاحتلال العراق، ولديها اليوم مقاتلون من خارج المنطقة، هم الغالبية، والذين فجروا في فرنسا، لم يتعلموا هنا في الشرق الأوسط، ولم يتربوا فيه. فهم أبناء أوروبا نفسها، إذاً، هل نحن ما زلنا مضطرين إلى الدفاع عن أنفسنا، ونقول غيروا المناهج؟.
خيارات فرنسا لمحاربة مثل التنظيمات الإرهابية، ربما تتنوع، لتبدأ بالقوة العسكرية والأمنية، وانتهاء بسياسة الإبعاد، التي تجلب عليها الكثير من النقاش والانتقادات، مروراً برقابة مشددة على الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، ولكن، هل يكفي ذلك، إذا علمنا أن جميع من تسبب بتفجيرات باريس هم أوروبيون بالتربية والنشأة، ولا علاقة لهم بالعرب، ولا يتحدثون لغتهم؟.
من الأرقام التي المثيرة هنا، أن 70 % من سجناء فرنسا مسلمون، وفقاً لبيانات غير رسمية، وهذه مفارقة أخرى، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تجفيف المنابع، فالفقر مرافق للكفر، والفقير لن يتوانى عن قتل نفسه، فما بالك بغيره.
إذا أراد العالم أن يحارب إرهاباً، أياً كان، فلا بد من نظرة أعمق، ومعالجة أكثر شمولية، لا تنظر للمنطقة فقط، وتأخذ بالأسباب كاملة، ويجب الكف عن النظر إلى المنطقة كمتهم، فهي الضحية، والقتل يحدث فيها من الخارج، رغم أننا لا ننكر أهمية الإعلام والتوعية في المدارس والمجتمع، وهذا لا ينفي، ولا يمنع حق العلاج الأمني أو الحرب المباشرة، دفاعاً عن سيادة الدولة وحماية الأرواح.