تثبت الأحداث يوماً بعد يوم صوابية مواقف منظومة مجلس التعاون الخليجي، تجاه التطورات والملفات الإقليمية والدولية. مع توالي التحديات، التي تواجهها منطقتنا خصوصاً، منذ أربعة أعوام، والفوضى، التي تعمها واستشراء ظاهرة التطرف، فإن المنظومة الخليجية بقيت هي الركيزة الأساس، التي يعتمد عليها لحل الأزمات أو تخفيف الاحتقان في غير مكان.
الخط العقلاني، الذي اتخذته لحل الأزمة السورية المتوازي مع اهتمامها منقطع النظير بالجانب الإنساني لها، يكشف عن حصافة تفكير، تتجاوز أي بعد آخر أو استراتيجية لأي تكتل دولي، في ظل غياب التخطيط الواضح للقوى الكبرى لوضع حد لنزيف الدماء.
في اليمن، نجح مجلس التعاون الخليجي في التوسط بين الفرقاء، وتأمين انتقال سلس للسلطة. وعلى الرغم من التطورات المؤسفة والمرفوضة، التي شهدها اليمن منذ شهور، فإن تلك المنظومة نفسها هي من نجح في قطع الطريق على المتربصين باستقرار الجار والعابثين بأمنه. ويسعى المجلس كذلك إلى مساعدة مصر وليبيا على المضي قدماً في مسيرتهما السياسية، طبقاً لإرادة شعبيهما الجلية.
وتالياً، فإن عواصف الفلتان والإرهاب وجدت في طريقها سداً صلباً وحائطاً منيعاً هو مجلس التعاون الخليجي الثابت على أسس ومبادئ لا يمكن أن يتزحزح عنها، فدوله، بالتعاون مع آخرين، تقود نيابة عن الأمة العربية والإسلامية، بل والعالم، حرباً ناصعة ضد الظلاميين، الذين يتربصون شراً بالإسلام ممن يقودون أبناء الأمة إلى مسارٍ أسود لا مخرج منه، وهي تعتمد في مواقفها في مختلف الملفات على ركائز تتلخص بدعم الشعوب وحقوقها وتجنيبها المآلات السلبية ما استطاعت.
في هذه الظروف العصيبة، التي يمر بها العالم العربي وانعكاسات الأحداث المتتالية على أمنه، يبقى مجلس التعاون الأمل، الذي تصبو إليه مختلف شعوب المنطقة لا شعوب دوله فقط. ومن نافلة القول، والحال كذلك، إن هذه المنظومة قادرة على مجابهة المخاطر الناجمة عن التطورات وإيجاد الحلول الناجعة لها، ورد أصحاب الأفكار السوداء الساعين إلى التدخل في شؤون الآخرين على أعقابهم.