تُولي دولة الإمارات أهمية كبرى للثقافة بشتى ضروبها ومكوناتها، باعتبارها إحدى أبرز أدوات قوتها الناعمة، وثوابتها الراسخة ضاربة الجذور في عمق النسيج، والتي تستند إلى قيم التسامح والأخوة والتعايش.

ويبرز حرص الإمارات على تعزيز القيم الثقافية والفكرية، وتكريس الهوية الوطنية، وترسيخ القيم الإيجابية في منظومة التعليم، من منطلق الوعي بما تشكله الثقافة من كونها أساساً للهوية المجتمعية، ومن حقائق إسهام المؤسسات التعليمية في ربط الجيل الجديد بتاريخه وتعزيز قيم الانتماء. ويحوز تعزيز الثقافة والإبداع على كامل اهتمام الإمارات؛ يجسد ذلك ما تحشده من جهود تستهدف ترسيخ مفاهيم الثقافة والفنون وجعلها منهجاً أكاديمياً.

تحولت دولة الإمارات وعلى مدار 50 عاماً إلى منارة ومركز إشعاع حضاري وثقافي، عبر مبادرات رائدة مكنتها من مد الجسور بين الثقافات والجنسيات المتنوعة، بما عزز مناخات حوار الحضارات وترسيخ التآلف والتسامح والتقارب بين أبناء شتى الثقافات.

تعكس دبلوماسية الإمارات الثقافية، قيمها المتسامحة وإظهارها مركزاً للامتياز المعرفي والثقافي، ونموذجاً رائداً لمجتمع يعتز بهويته الوطنية وثقافته عالمياً، فيما رسم «إكسبو دبي 2020»، والذي استضافته الدولة طوال ستة أشهر، ملامح مستقبل أفضل للبشرية وحفز الأجيال الشابة على الإبداع والابتكار.

تضطلع دولة الإمارات بدور ريادي في صون التراث العالمي، وترسيخ نهج التسامح والتعايش الإنساني الذي حرصت على تثبيت أركانه منذ تأسيسها، من خلال الإسهام بفاعلية في حفظ كنوز التراث العالمي، وترميم وتجديد المعالم الأثرية.

تعمل القيادة الرشيدة على إطلاق المبادرات والخطط والسياسات التي تهدف إلى توحيد الجهود بين كل المؤسسات المعنية بالثقافة والابتكار والإبداع، من أجل بناء المستقبل وتعزيز النهضة واستدامتها، وتشكيل جسر لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع جميع دول العالم وترسيخ مكانة الدولة موطناً للابتكار والعقول والفرص.