لا يمكن أن تسمح دولة لها سيادتها بأن يتدخل الغير في شؤونها الداخلية، وأساس العلاقات السوية احترام السيادة وعدم التدخل.
وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية إزاء تدخلات إيران وتصريحاتها المسيئة، والأسوأ من ذلك الهجوم الذي تعرضت له السفارة والبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، ليسفر عن مواقف صعبة تدفع إيران ثمنها في مواجهة مع دول أعلنت قطع علاقتها الدبلوماسية معها إيران ممثلة في البحرين والسودان، وبخفض بعثاتها الدبلوماسية كما فعلت الإمارات، فإيران تتدخل في شؤون الدول، وإن كان الأمر لا يعنيها لحماية مصالح طائفة تعنيها، وإن كانت مصالح هذه الطائفة تتعارض بما يفعله أفراد فيها مع مصالح وسلامة دولة بأكملها.
بعد إحراق السفارة السعودية في طهران، يتحدث أحدهم باسم الخارجية الإيرانية معبراً عن استغرابه من سحب السعوديين بعثتهم الدبلوماسية وإغلاق المبنى المحروق رغم أن خطوات دبلوماسية من الجانب السعودي سبقت ذلك كاستدعاء السفير الإيراني، أما التناقض الأكبر فهو استغرابهم من ردود الأفعال الخليجية وكأنهم يتناسون وحدة المصير بين هذه الدول وانزعاج الدول ذاتها من التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية بين وقت وآخر.
التصعيد الإيراني تجاه قرارات سعودية قضائية وسيادية مرفوض، ويساهم في التوتر في المنطقة، فإيران التي لا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها وقراراتها، لا يعقل أن تتدخل صراحة وسراً في شؤون دول أخرى.
إن كانت السعودية وغيرها من دول المنطقة قد غضت الطرف عن أخطاء وتدخلات وقعت في السابق من إيران، فإن ما وقع بالأمس من إحراق سفارة وما يمس سيادة دولة كان خطاً أحمر لا يمكن الصمت حياله، ولا بد من أخذ موقف تجاهه حتى لا يتسع الخرق على الراقع، وهو أكبر من أي علاقات دبلوماسية، إنها قضية أمن وسيادة.