عندما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريدة عبر «تويتر» عن الهيكلية الجديدة للحكومة الاتحادية، وبعدها التشكيل الوزاري الجديد.
اندهش البعض لكننا نقول لهم: قيادتنا الرشيدة تؤمن بالفكرة المتميزة، ثم تنقلها إلى فرق عمل (الشعب)، وتؤمن بأهمية تنفيذ تلك الفكرة، لتحقيق الأهداف المتطابقة مع الخطة الكبرى وهي بناء الوطن، وبما أن طرفي المعادلة يؤمنان ببعضهما بعضاً، فالنتيجة نجاح وتفوق ملموسان على الأرض.
قبل التشكيل الوزاري، وبالتوازي معه ظهرت قرارات سامية تشير بوضوح إلى توجه الدولة الجديد في عملية بناء الوطن، أحدها كان الخلوة الوزارية للتخطيط لعهد ما بعد النفط، وهي خطوة تاريخية ذات بعد استراتيجي سنذكركم بها بعد 50 عاماً لو كان في العمر بقية.
وسنقطف جميعنا ثمارها عندما نرى الأجيال القادمة بنت اقتصاداً وطنياً مستداماً متوازناً مبنياً على المعرفة، وتقود اقتصاداً وطنياً مستداماً ومتوازناً، واليوم 70% من اقتصادنا الوطني غير معتمد على النفط، أي أن الدولة تتجه بكل ثقة نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
ولا ننسى مبادرات الدولة التي سبقت التشكيل الوزاري والخلوة مثل مبادرة عام القراءة، التي جاءت من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتشجيع القراءة، والمقصود بها تخريج أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة والثقافة، وهذا بالضبط ما سيؤهلها لقيادة اقتصاد عهد ما بعد النفط.
وهناك أيضاً مكتبة محمد بن راشد، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهي المكتبة الأكبر عربياً، باستثمار يبلغ مليار درهم، وبمساحات تتجاوز المليون قدم مربعة، وبإجمالي كتب يبلغ 4.5 ملايين كتاب، بين كتب مطبوعة، وإلكترونية، ومسموعة، وبعدد مستفيدين متوقعين سنوياً يبلغ 42 مليون مستفيد، وتضم المكتبة 8 مكتبات متخصصة، و1.5 مليون كتاب مطبوع، ومليوني كتاب إلكتروني، ومليون كتاب سمعي.
ومن أهم أهداف المكتبة حماية اللغة العربية، عبر استضافة المجلس الدولي للغة العربية. إضافة إلى ذلك، مشروع معجم محمد بن راشد للغة العربية المعاصرة، بهدف تعريب المصطلحات الأجنبية الجديدة، لضمان استمرار استخدام اللغة العربية لغة رئيسة متداولة في حياتنا المعاصرة، ودعم الأبحاث باللغة العربية.
نقول: خطة المستقبل أو حوار المستقبل رسالة بأن الإمارات مركز ثقافي ومعرفي، من يبني ويخطط للمستقبل لا يتردد في تقديم مبادرات تصب في اتجاه الهدف، وكون كل تلك المبادرات طموحة فهي انعكاس لتطلعات القيادة، وكونها أثارت إعجاب الكثيرين حول العالم فدلالة واضحة على أننا ماضون في الاتجاه الصحيح، وكونها أثارت دهشة الكثيرين، فعلامة على أننا متقدمون لدرجة تفوق تصور أولئك المندهشين.
مسك الختام: الدولة تدرب جيل اليوم على تربية جيل المستقبل، وهذا ما يسمى في علم الإدارة: فن التخطيط الاستراتيجي وهو بالضبط المقصود بكلمة: حوار المستقبل.