مع حلول ليلة الأوسكار كأن التاريخ يعيد نفسه، الأحداث نفسها والحقائق تتغير. منذ 10 أعوام تساءلنا لماذا لا يفوز صانع الأفلام الأميركي مارتن سكورسيزي بأوسكار رغم ما يقدمه من تحف سينمائية منذ السبعينات، وعندما فاز عام 2007 قال معظم المراقبين حول العالم إنها تراكمية أكثر من مستحقة أي بمعنى أنها على معظم أعماله السابقة، وليست عن عمله الذي حاز عنه الجائزة، وهو The Departed خصوصاً أن الفيلم إعادة لفيلم صيني.
اليوم، الموضوع نفسه متداول لكن هذه المرة يخص النجم الأميركي ليوناردو ديكابريو الذي لم أفوت له فيلماً منذ عام 2000، ديكابريو عمل مع سكورسيزي في 5 أفلام كلها تحف سينمائية، ومع كلينت إيستوود وستيفن سبيلبيرغ وكرستوفر نولان وريدلي سكوت وكوينتن تارانتينو، وهؤلاء جميعهم يتربعون على عرش هوليوود كأفضل صناع أفلام لم يهبط مستواهم من القرن العشرين إلى اليوم.
السؤال ليس لماذا لم يفز ديكابريو، لكن هل سيفوز عن دوره في فيلم The Revenant أو العائد من الموت؟ ومن هم منافسوه هذه المرة؟ المرشحون 5 سنتناول أبرزهم فقط.
مات ديمون: حسب رأيي هو أضعف المرشحين وأداؤه في The Martian أو المريخي لم يأت بجديد. الفيلم عن وصول رحلة لرواد فضاء إلى كوكب المريخ وهبوب عاصفة هناك ما يجبر طاقم الرحلة على العودة وترك أحد أفراد الطاقم هناك لتصورهم أنه مات.
ديمون يتقمص شخصية رائد فضاء وعالم يتأقلم على المريخ لأنه بكل بساطة عالم! أي أنه تدبر نفسه ولا خوف عليه ووصل إلى درجة أنه زرع الأرض وأكل من محصولها، وبالتالي فبإمكاننا القول إن الشخصية ظلت كما هي منذ بداية الفيلم إلى آخره دون أي تغيير، رأيناه عالماً وظل كما هو حتى النهاية حتى إنه لم يكن مذعوراً وتمكن من ضبط نفسه بسهولة وهو المتوقع من أي رائد فضاء، ما يعني أن الدور كان سهلاً جداً على ديمون مع الأخذ بالاعتبار أنه ممثل محترف.
مايكل فاسبيندر: تقمص شخصية الراحل ستيف جوبز مؤسس شركة آبل وصاحب الرؤية العظيمة التي هي سبب نجاح الشركة اليوم. نجاح فاسبيندر في الدور يرتبط مباشرة بطريقة الكاتب آلان سوركن في وضع النص، فهو كسر رؤية هوليوود التقليدية في عرض السير الذاتية وركز على 3 أحداث فقط من حياة الشخصية. فاسبيندر أدى الشخصية بشكل رائع، لكن قوة أداء الممثل المخضرم جيف دانيالز كادت أن تطغى عليه في أحد فصول الفيلم.
ليوناردو ديكابريو: صاحب 5 ترشيحات أوسكار كان يمثل في كل أدواره السابقة لكن في دوره الأخير لم يكن يمثل بل كان يعيش تجربة حقيقية. ديكابريو أجبر نفسه على أكل كبد جاموس نيء وأصيب بأمراض نتيجة دخوله مناطق مليئة بالحشرات في أثناء التصوير، إضافة إلى إجباره على بقر بطن حيوان ميت للدخول في جسده بغرض التدفئة.
مسك الختام: نأمل فوز ديكابريو هذه المرة وهو بالفعل المرشح الأقوى، لكن أيضاً من غير المستبعد أن يفسدها مايكل فاسبيندر على ديكابريو، هذا لو لم تحصل مفاجآت أخرى.