لم يعد إنجاز الأعمال بالشكل الروتيني أمراً مستحباً في ظل التسارع التكنولوجي والتقني الذي نعاصره في هذا الزمان الذي لا يقبل بالتقليدية، حيث أصبحت لغة الابتكار شرط البقاء في التنافسية..
وسر تقدم البشرية، في عصر القوة المعرفية والعقول المنفتحة على الحضارات العالمية بصورة لم يشهدها التاريخ البشري مسبقاً، فصار للابتكار تواجد حي في المؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة والمنظومات التعليمية، ويعود ذلك إلى إيمان القيادة الرشيدة بالإنسان كأساس قبل بناء الأساس، وثقتها بالدور الريادي للإنسان والتركيز على الاستثمار في البنية التحتية غير المرئية وهو ما يؤكد السير الصحيح للاقتصاد الإماراتي الذي صنف الإمارات الأولى عربياً في مجال الابتكار.
وما نشهده في السنوات الأخيرة من توجه المؤسسات التعليمية على تعليم الطلبة مهارات التفكير الإبداعي والابتكار في المجالات العلمية، وجذب المواهب وخلق بيئات تعليمية تشجعهم على الابتكار وتجعله منهجاً وأسلوباً حياتياً..
حيث رصدت دراسة أميركية أجريت في السنوات الخمس الأخيرة بأن أكثر من 60% من طلاب رياض الأطفال سيعملون في وظائف سيتم استحداثها، وستختفي وظائف حالية وتستبدل بتكنولوجيا، لذا لم تكتف الإمارات كبلد نفطية بصب اهتمامها على البنية التحتية المرئية فحسب، وإنما أولت تركيزاً واهتماماً بالأصول غير المرئية، فشجعت أصحاب العقول الابتكارية وكرمت المخترعين والمبدعين كباراً وصغاراً، وقدمتهم للعالم كنموذج لدولة سابقت الزمن ولحقت بركب الحضارة والتطور، لتصبح بإيمان قادتها وسواعد رجالها وطموح أبنائها ليست مجرد دولة على الجغرافيا العالمية.
وإنما أيقونة التاريخ الحديث، وراء كل ذلك رهان على تحويل التعليم إلى آلية ذكية بخطط مستقبلية تكفل الاستمرار في دورة الحياة بنبض شرايين الإبداع والابتكار والتجدد.
وتعزيزاً لذلك عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: »الابتكار أن نكون أو لا نكون.. أنا حكومة مبتكرة.. أنا حكومة موجودة«.