لأننا أمة تقرأ، فليس غريباً أن تتصدر حملة «أمة تقرأ» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أول أيام الشهر الفضيل، اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع الإماراتي، من مسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص وطلبة ومتطوعين على اختلاف أعمارهم، دفعهم حبهم للقراءة وإدراكهم أهميتها في توعية العقول، ليشاركوا في التبرع والتعريف بتلك المبادرة التي تعتبر امتداداً لاهتمام القيادة بالقراءة وتشجيع الإنسان على تغذية فكره بالعلم المفيد، والتي من شأنها محاربة الجهل والفكر الهدام والحفاظ على مجد الكتاب في زمن المعرفة التكنولوجية التي قد لا تكون متوافرة لدى الجميع، وتنوير العقول البشرية وتبصير الدروب النيرة والمثمرة.
وتعتبر حملة «أمة تقرأ» الهادفة في أساسها إلى توفير 5 ملايين كتاب للطلاب المحتاجين في مخيمات اللاجئين وإنشاء 2000 مكتبة حول العالم الإسلامي هي تجسيد للعطاء الإماراتي في شهر رمضان، وحرصاً من الإمارات على سقاية وتغذية الفكر بالعلم والمعرفة وإيقاظ العقول التي لم تسعفها الفرص لتحصل على حقها في التعليم، فكانت تلك الحملة طريق خير وواجباً إنسانياً ومجتمعياً من مجتمع أدرك أن القراءة هي الزاد لتعزيز الفكر لنهضة المجتمعات، وهو ما يؤكده تفاعل الأفراد والمجتمع بمؤسساته الحكومية والخاصة مع الحملة منذ انطلاقتها وشعورهم بالمسؤولية الإنسانية والاجتماعية في دعم القراءة.
لا شك وأن تلك الحملة سيسطع أثرها البالغ في تنوير الكثير ممن سيحملون بين أكفهم الكتب، وتحويل فكرهم من الظلمة إلى النور، واليقين بدورها في تعزيز ثقافة العطاء الإنساني لدى الصغار وهم يسطرون عباراتهم العفوية على الكتب التي تبرعوا بها ليتركوا بصمتهم تصل إلى أقرانهم اللاجئين في المخيمات وأماكن حول العالم تعاني الحاجة، تاركة أثراً طيباً يضاف إلى سجل العطاء الإماراتي الإنساني النابع من بصيرة ثاقبة لقيادة حكيمة تسعى لخدمة الإنسانية حول العالم أجمع.