في قصة «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي» للكاتب سبنسر جونسون، التي أعود لقراءتها على فترات متقاطعة، لاسيما كلما أحسست بخفوت استعدادي وتوقعاتي للتغيير.

في تلك القصة التي ألفها الكاتب الأميركي الذي أدرك مدى حاجتنا لإعادة النظر في تقبل وتوقع التغيير في أي مجالات وعلى تفاوت درجاته، حيث منحنا مساحة للتأمل في طريقة التعامل مع التغيير في حياتنا الاجتماعية وعملنا.

جونسون اختزل لنا هذا التغيير بلغة سلسة تستوعب الشرائح العمرية المختلفة بعد قراءتها أهمية التغيير في حياتنا كواقع وسنة راسخة. حكاية رمزية أبطالها «فأران» و«قزمان»، جمعهم هدف واحد وهو البحث عن قطعة الجبن التي تشكل لهم مصدر سعادة.

اتخذ كل منهما طريقته الخاصة في البحث والعثور عن الجبنة التي جعلها الكاتب مجازاً عما يسعى الفرد إلى تحقيقه في متاهة الحياة.

اعتمد الفأران على طريقة التجربة فتعثرا بأماكن مظلمة مسدودة، بينما القزمان فكرا بطريقتهما الخاصة فاصطدما بمعتقداتهما، إلا أنهم عثروا على الجبنة، ففرحوا جميعاً.

وظن القزمان بأن قطعة الجبن أصبحت خاصة بهم، فبنيا منزلين وألصقا على جداره صورة للجبن وكتبا «الجبن يجعلنا سعيدين». لتأتيهما مفاجأة غير متوقعة، حيث عادا إلى موقع الجبن فوجدا الموقع قد تغير.

دون أن يتوقعا ذلك، فعادا للبحث من جديد، وكان أحد القزمين «هاو» قد عزم على التغيير واعتماد سلوك جديد للبحث عن الجبن لإدراكه بأنه لو بقي مكانه فإنه سيفنى، فانطلق في دهاليز المتاهة باحثاً عن ضالته، وفي رحلة بحثه تبدد لديه شعور الخوف وشعر بالسعادة، ولم يعد يبحث عن الجبنة فقط، بل عاش متعة المغامرة، وكتب على جدران المتاهة ما تعلمه من مغامرته.

حكاية قصيرة تحفيزية تحمل مخزوناً يبقى في جدران ذاكرتنا طويلاً، حينما تدرك أهمية التغيير ونؤمن بأنه يبدأ من الذات أولاً قبل الآخرين.