يوماً بعد يوم أتأكد من أن كل ما قيل لنا في السابق لم يكن حديث تجارب فحسب، هذا ما تأكدت منه أثناء حضوري إحدى دورات الطاقة، التي تحدث فيها المحاضر عن أثر طاقة المكان والأشياء وما تحدثه في الأشخاص من أثر إيجابي أو خلافه، فسابقاً أخبرتني جدتي عن أمور اعتقدت أنها من الزمن القديم، فكنت أخالفها الرأي، وفي أحيان طلبت منها أن تثبت لي صحة الاعتقاد، وكثيراً ما اكتفيت بالصمت لأثبت عجزها.



أذكر في إحدى الليالي طلبت أن نصحبها إلى أعلى سطح المنزل بغية أن تتعرف على تاريخ اليوم، فما كان منا إلا أن أخبرناها ومن خلال الرزنامة المعلقة على الجدار ما يصادف اليوم ميلادياً، وحين أصرت أن تصعد لأعلى المنزل، رافقتها وبي فضول لأرى ماذا سترى؟ أتذكر يومها كيف رفعت جدتي ذراعها وأشارت بإصبعها إلى السماء وهي تخبرني عن التاريخ بالشهور الهجرية، لم أرَ يومها شيئاً في السماء.



لم يكن هذا الموقف هو الوحيد لجدتي، فكثيراً ما انتظرتنا عند البيت لتخبرنا بأن نخلع أحذيتنا وأن نحرص على أن نضعها دون أن تكون مقلوبة، أخبرتها يوماً بأني لا أصدق تلك المعتقدات والموروثات التي لا نحتمل أن ترافقنا في حياتنا فهي تقيدنا، ولا تمنحنا مساحة لنتصرف كما نشاء.



لم أفكر يوماً في موضوعية تلك الأقاويل والمعتقدات، وبعد أن استمعت إلى محاضر في مجال الفلك والطاقة وحديثه عن تأثير ذلك فعلاً في حياتنا من الجانب العلمي، وكيف على الشخص أن يتحين الأوقات المناسبة لعمل ما، وتنسيق الألوان وقطع الأثاث وغيرها، بادرت بالبحث وسألت رجلاً في عقده السابع عن مثل تلك الأمور، فأكد لي أنهم في السابق اعتمدوا على تلك المعتقدات كدليل خير وبركة، وبوصلة لحياتهم،.

حيث عرفوا الكثير من أسرار هذا المجال عن طريق الموروث، الذي لم نعرف منه سوى القليل في وقتنا الحالي، بعد أن عرف في دول شرق آسيا بعلم الفونج شوي وبات علماً يعتمد عليه لجذب الطاقة الإيجابية للمكان.