أتى «عام القراءة» 2016، ثم تلاه تخصيص شهر من كل عام للقراءة، لتكون هذه المناسبات من أهم مبادراتنا الوطنية.
والحق أن برامج القراءة وأهمها «تحدي القراءة العربي» تعلن عن نفسها من اليوم الأول، الذي تفتح فيه مدارسنا أبوابها لتستقبل طلابها.
وإذا كانت مدارسنا تستعد لشهر القراءة بالأنشطة والبرامج والمسابقات، ومؤسساتنا خاصة الثقافية تمارس أنشطتها في هذا الجانب على مدار العام، فإن ذلك مما يسعدنا بلا شك، ولكنه مما يكفي ولا يكفي.
فالكل مطالب بأن يقرأ وليس المدرسة أو المؤسسة الثقافية وغيرها من مؤسسات المجتمع، وحدها، الجهات التي تقوم بزرع الوعي بالقراءة في عقول أطفالنا من خلال ممارسة اسمها القراءة.
وأنت تشاهد البرامج الكثيرة في هذه المناسبة، تريد أن تربط في ذهنك بين القراءة وبين المدرسة وبينها وبين المؤسسات الثقافية وغيرها.
صحيح أنها علاقة قوية، ولكن أبناءنا لا ينبغي لهم أن يقرأوا كمقرر دراسي! يقال هذا لأن ما بين أبنائنا وبين القراءة مرحلة سابقة لها كمقرر دراسي، هي مرحلة الوعي بالقراءة كممارسة يفتحون عليها أعينهم في طفولتهم المبكرة ما قبل المدرسة، هذه النزهة التي تعزز القراءة كمتعة.
متعة يتعلمها الطفل من والديه ومن بيئته الاجتماعية عبر ما يشبه برنامج محو الأمية البصري وعبر تنمية قدرته على التواصل، لتصبح بمرور الوقت متعة وإلهاماً.
هذه النزهة التواصلية الأبوية البسيطة هي بوابة الشعور بالمتعة الناتجة عن القراءة في مراحل لاحقة ومنها مرحلة الدراسة، وهي نشاط لا يمكن إدارته كخطوة أولى إلا بواسطة الآباء في المنازل.
نقول.. مرحباً، شهر القراءة قد جاء، فلماذا لا يكون لدينا خلاله فعالية ولو ليوم واحد يشارك فيها الآباء المعلمون والتربويون في التوعية بما يسمى قراءة ما قبل المدرسة، قراءة المتعة الملهمة لتبادل تجاربهم وبناء برامج تربوية تجريبية عليها؟