يترسخ التغيير في نمط حياتنا، وها نحن نعيش أجواء رمضانية مختلفة عما عهدناه سابقاً، شخصياً سأفتقد العزائم والولائم في رمضان هذا العام، الواقع أن هناك أشياء كثيرة سنفتقدها بحكم ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الكفيلة بمنع انتشار «كورونا»، وذلك مثل: الاجتماعات العائلية، صلاة الفجر في المساجد، خيام الإفطار أمام المنازل والمساجد، صلاة التراويح وتلاوة القرآن بأصوات شجية، والخيم الرمضانية التي تقدم كل ما لذ وطاب، المسابقات والألعاب والمباريات الرياضية، المطاعم والمقاهي، بل حتى المسلسلات الرمضانية التي فقدت وهجها مع دخول عناصر ترفيهية أخرى على خط حياتنا كوسائل الاتصال الاجتماعي، وقنوات الأفلام العابرة للقارات، إنها ثقافة وممارسات جديدة تتشكل على مهل.

نعم هذا الوقت سيمضي، ولكن تُرى هل سنعود كما كنّا، يبدو أن عام 2020 يؤرخ لبداية حقبة جديدة في عمر البشرية، هو فعلاً بداية عشرية جديدة من القرن الواحد والعشرين، وكنا ننظر إليه في القرن الماضي أنه بداية المستقبل، ولكن عندما وصلنا لهذا العام لم يكن المستقبل قد وصل، فقد عشناه كحاضر فلم يعد مستقبلاً وتلك دوامة لن نشعر بها، تماماً كما هو الزمن، لا نشعر بمروره عندما نعيش بداخله، عندما تنظر إلى الخلف ترى عام 2019 كأنه تاريخ قديم مضى منذ زمن بعيد، قد تبتسم، ولكن في قرارة نفسك تعرف أنك اشتقت لعودة الحياة إلى ما كانت عليه.

الواقع أن للإنسان قدرة جبارة على التأقلم، قد تفاجئ نفسك لقدرتك على التأقلم مع أصعب الظروف، الإنسان متأقلم بطبعه مع الظروف المحيطة، يتكيف مع الطبيعة ومع ما حوله ومع محيطه، وهنا قد تلوح فرصة لبداية جديدة، لعصر جديد مزدهر، نخط فيه إنجازات ونجاحات جديدة، نصنع المستقبل الذي نرغب في العيش فيه متخلين عن الأخطاء والسلبيات التي قد نصنعها بحماقاتنا وتسرعنا وأطماعنا.