مع اقتراب موسم الإجازات والعطلات الصيفية، يتأجّج الشوق للترحال والأسفار، لركوب الطائرة والتسكع في المطارات، وجدتني لا شعورياً أنفض الغبار عن حقيبتي، فقد عانت كثيراً من الإهمال وهي قابعة في مكان ما من المنزل، مرَّت فترة منذ آخر مرة زرتها من باب الاطمئنان أو المواساة.
قد يكون الوقت مبكراً لمعرفة ماذا سنفعل هذا الصيف، فقد أصبحت خططنا فورية، بمعنى أننا نتصرف وفق ما تقتضيه الظروف، وما يفرضه الوضع الراهن يوماً بيوم، لكن ذلك لا يمنع من تجهيز الحقائب وملابس السفر، كنوع من التغيير وكسر رتابة الأيام، فقد يفرجها الله علينا في الأيام المقبلة، ونكتشف أننا كنا نعيش حلماً مزعجاً وانتهى.
روح التفاؤل هي الطاغية هذه الأيام، خصوصاً مع عودة الحياة في دبي، وإذا عادت دبي يعود العالم كله كما كان، كأن العالم أصبح يضبط إيقاعه على ساعة دبي، وهكذا انتشرت في الأيام الفائتة مقاطع فيديو لشوارع باريس ولندن ونيويورك وقد عادت لها الحياة، وغصت بالمتسوقين ومرتادي المقاهي والمطاعم.
كانت فترة الحجر قاسية على الجميع، ونحمد الله أننا في الإمارات أقل ضرراً من غيرنا، فكل شيء كان متوافراً، ولم نشعر بالضيق مثل غيرنا، لم ينقصنا سوى الكماليات، كالسماح بالتسكع في المقاهي ومراكز التسوق.
والآن ومع بدء الاستعدادات لعودة الحياة لطبيعتها يبقى الوعي المجتمعي هو أساس التعايش مع «كورونا»، فالتقيد بالإجراءات الاحترازية خير وسيلة لمنع انتشار الوباء واستمرار الحياة وانتعاش الاقتصاد.
نظرت إلى حقيبتي كانت تبدو حزينة، مسحت على ظهرها وأخبرتها أنه لن يكون هناك سفر قريباً هذا العام، وتركتها على أمل أن الحياة ستعود قريباً كما كانت، ولا شك أن موسم الرطب والهمبا سيكون ثرياً وجميلاً هذا الصيف في ربوع البلاد.