صوت فيروز يصدح من مذياع السيارة وهي تخترق الطريق الإسفلتي الذي يبدو خاوياً من السيارات بسبب جائحة كورونا التي منعت الناس من الخروج لبضعة أسابيع متتالية، رحلة عفوية لم تكن في الحسبان، هكذا دون أي مقدمات أو استعداد وجدت نفسي متسكعاً بالسيارة على الطريق السريع، فلم أكن في عجلة من أمري.
القيادة على الخطوط السريعة تصفي الذهن، وتمنح الوقت للتفكير، والتحدث مع الذات، عودة الحياة إلى طبيعتها لا تعني التهاون في الالتزام بالإجراءات الوقائية، ومن حسن الطالع لستُ من عشاق مراكز التسوق أو المقاهي، لكن الخروج من الحجر المنزلي يحسّن المزاج العام، ويجعلنا نشعر بالنصر، ومن أجل استمرار النصر لابد من التقيد بالتوجيهات التي تصدرها الجهات المعنية.
رمال الصحراء تلوح في الأفق البعيد، بينما تتجه الشمس نحو الزوال، وعبرت على مناطق جبلية رائعة بتضاريسها الجميلة، التي تريح البصر وعندما وصلت إلى الساحل الشرقي توقفت أمام البحر عندما توقف الشارع.
ترجلت من السيارة ومشيت بجوار البحر، صوت البحر يبعث على السكينة التي تتوغل في الأعماق، دار بخلدي، من الواضح أن السفر ليس متاحاً بعد، لذلك قد تبدو الوجهات المحلية الخيار الأمثل لقضاء عطلة الصيف، هذا البحر، وهذه المناظر الطبيعية تغري فقط لولا ارتفاع حرارة الطقس، لكن على ما يبدو فإن ذلك ليس عائقاً لدى كثير من الأسر التي ترتاد البحر، لكن حتى لو فتحت الأبواب للسفر فلا أعتقد أنه يناسب الجميع في هذه المرحلة، خصوصاً مع التعقيدات التي قد توجد في المطارات والفنادق والأسواق والمطاعم.
مضت الساعات سريعاً في هذه الرحلة الارتجالية، وسرعان ما وجدتني أمتطي صهوة سيارتي عائداً نحو مدينتي العزيزة أبوظبي، مستمتعاً بالعودة إلى القيادة في الطرقات.