في عام 2014، قدمت الهند طلباً لهيئة الأمم المتحدة بتعيين يوم عالمي لليوغا، وصادقت على هذا القرار 175 دولة من الأعضاء، ليتم اعتماد 21- يونيو يوماً عالمياً لليوغا، واحتفل به للمرة الأولى في عام 2015 تحت شعار «اليوغا من أجل الوئام والسلام»، ثم توالت الاحتفالات به سنوياً، ليحمل في كل عام شعاراً مختلفاً يُحتفل به دولياً.
وحيث إن العالم يمر في هذه الفترة بظروف استثنائية إثر جائحة فيروس كوفيد 19، حمل اليوم العالمي هذه المرة شعار «اليوغا في المنزل.. واليوغا مع الأسرة» ليكون حفلاً عالمياً يحتفي باليوغا وبتعزيز العلاقات الأسرية.
ولأن السرعة من سمات الحياة العصرية التي بات الإنسان يشعر فيها مرات كثيرة بفقدان التوازن بين العبادة والذات والأهل والعمل والحياة الاجتماعية، ليصبح في سباق مع الزمن من أجل إيجاد وقت يشعر فيه بالتوازن وأنه ليس مستهلكاً، فكان لممارسة الرياضة لاسيما رياضة اليوغا دور في إعادة التوازن والانسجام وصفاء الذهن الموجود بداخله، لكن فُقد الشعور بها لقلة التواصل الإدراكي، وعلى الرغم من أنها تلك الرياضة التي تجمع الجسد والروح والعقل في نشاط موحد، عُرفت حديثاً عند الغرب وتحديداً في القرن التاسع عشر، إلا أن تاريخها يعود لمئات السنين .
حيث وُجدت منحوتات لوضعيات تأملية تشبه الوضعيات الحديثة في اليوغا بوادي السند في الهند، وتعمدت ذكر أنها رياضة نظراً لتزايد الجدل في السنوات الأخيرة حول ارتباطها بعقائد دينية وطقوس تعبدية، وبين فتاوى تجيزها وأخرى تمنعها، ومن خلال تجربتي مع اليوغا، أمارس تمارين تقنية التنفس والتحكم في النفس ومرونة العضل وأخرى وضعيات رياضية متنوعة لا تمسّ أي عقيدة دينية.
وعلمياً فلسفة اليوغا تعتمد على التأثير في مراكز الأعصاب الداخلية في جسد الإنسان بدءاً من مركز الضفيرة الشمسية التي تقع في أسفل مؤخرة العمود الفقري صعوداً إلى أعلى حتى تبلغ اليوغا منطقة وسط الجبين ومن ثم أعلى الرأس، وهو ما يستشعره الممارس حين يتمكن بفاعلية من سبر غور النفس والاستماع لصوت الجسد والعقل والروح في وقت واحد بعيداً عن ضجيج الحياة، فضلاً عن الكثير من الفوائد التي قد يلحظها مَن يمنح ذاته الفرصة لممارستها.