لا تهدأ الساحة العالمية من الأحداث، عالم مضطرب مجنون لا يهدأ، جائحة فيروس كوفيد 19، لا تزال تجتاح العالم بأسره، وسباق محتدم من أجل إيجاد لقاح وعلاج للانتصار على الوباء، صراعات تافهة هنا، وحروب غبية هناك، كأن هناك قوى خفيةً تحرك العالم، كما يعتقد أتباع نظرية المؤامرة، وكأن كل شيء أصبح جزءاً من مؤامرة كبرى تحاك ضد البشرية، جزء من مؤامرة الشيطان على الإنسان، قد تميل إلى تصديق وجود مؤامرة ضدك، لغرابة الأمور الكثيرة التي تحدث لك، وقد تسخر من نظرية قانون الجذب، فمهما فعلت، يبقى سوء الطالع يطاردك، لكن ذلك لا يمنعك من مواصلة خوض معارك الحياة، متهكماً، راسماً تلك الابتسامة الساخرة، وتمضي بلا اكتراث.
وربما تستعيد أمجاد الماضي، عندما كنت تجوب العالم شرقاً وغرباً، مستكشفاً مغامراً، لا تهاب المخاطر، بل وترمي بنفسك في التهلكة من أجل مجد زائف، وأوهام سرت وراءها ببلاهة، وقد تفكر قليلاً، يعود بك الزمان إلى ماضٍ سحيق، حين كنت لا تزال ربما العاشرة أو الثانية عشرة، حين كانت تملأ رأسك أفكار عن مستقبل جميل، كل شيء فيه مختلف، يعيش فيه البشر في الفضاء، وكل شيء يطير في الهواء، وكل تلك الطموحات التي كانت تلوح في البال، كل تلك الأحلام الصغيرة، التي كانت تراود ذلك الجيل، والتي حتماً ستتحقق في عام 2000، لكن، وفي غفلة عين، دفنت كل تلك الأحلام تحت أنقاض عام 2000، الذي انقضى بمزيد من النكبات، وها نحن الآن في عام 2020، وقد تفاقمت النكبات، وزادت تعقيدات الحياة، ولم يأتِ المستقبل الذي تخيلناه، ربما سرق، وربما قتل في الحروب، ترى، من سيعيد لنا أحلامنا، من يعيد لنا العالم كما تخيلناه..!