أفقت بالأمس مبكراً نشيطاً على غير عادتي، خصوصاً في هذه الأيام الباردة، لم يكن هناك سبب واضح لذلك النشاط، فلم يتغير شيء على يومياتي، سرعان ما سأجر نفسي كالعادة للذهاب إلى العمل، لكن كان ثمة إحساس بالأمل وبالتفاؤل، وبالإيجابية، وكأنني سمعت صوتاً يقول: فكر بإيجابية، فقد يحمل لك العام الجديد شيئاً جميلاً، مفاجأة، خبراً يفرحك، قد تسافر قريباً، قد تتعلم شيئاً جديداً أو مهارة جديدة، أو قد تجرب أشياء جديدة، لتخرج من حالة الإحباط والرتابة التي تطغى على يومياتك.

لا شك في أننا بحاجة إلى التغيير من آن لآخر، للخروج من حالة الرتابة، التي قد تسيطر على يوميات الإنسان دون أن يشعر، قد لا تكون الرتابة أمراً سيئاً، فهي تعني الهدوء والاستقرار، خصوصاً عندما لا نتقبل التغيير، بل ونخاف منه خصوصاً عندما يحمل لنا أشياء غريبة علينا، ولذلك تجد الكثيرين يرددون: «اصبر على مجنونك» كما يقول المثل.

دار بخلدي أن التفكير الإيجابي أمر كاف ليجعلك تشعر بالتغيير، وبتوقع المفاجآت السارة، التفكير الإيجابي طريقة كافية لتغير نمط الحياة، بالتفاؤل فهو يحمل الأمل، الذي يكون فعله كالسحر على نفسية الإنسان، التفاؤل له مرجعية دينية، فيقال «تفاءلوا بالخير تجدوه»، وهو أيضاً من باب حسن الظن بالله تعالى، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني» (حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي)، ولا شك في أن التفكير الإيجابي أو التفاؤل له علاقة أيضاً بقانون الجذب، فالأفكار الإيجابية تعطي نتائج إيجابية والأفكار السلبية تعطي نتائج سلبية، فالمفكر الإيجابي شخص متفتح الذهن يرى صعوبات الحياة بوضوح، لكنها لا تحبطه ولا تهزمه؛ لأنه يرى أنه قادر على مواجهة كل التحديات، ليخلق منها فرصاً للنجاح.