الإمارات أهدت العرب إنجازاً تاريخياً غير مسبوق بوصول «مسبار الأمل» إلى المريخ، مسجلة اسمها واسم كل العرب في سجل إنجازات البشرية، وذلك سيراً على خطى العرب الأوائل الذين لطالما كان لديهم شغف الاستكشاف ونشر الحضارة الإنسانية وبرعوا في علوم الفلك، لكن هذه المرة حان وقت استكشاف الكون فأوصلتهم الإمارات إلى أبعد نقطة في الكون.
الإمارات قدمت عبر مسبارها رسالة أمل للشباب العرب وللعالم بأسره، فلا شيء مستحيلاً أمام الإرادة، نعم يمكن للعرب الصعود إلى المريخ، بل إلى أبعد من ذلك، وإلى استكشاف أعماق الفضاء البعيدة، نعم يمكنهم منافسة الدول العظمى، الحجم ليس هو المهم، بل المهم الإنجاز والطموح والإرادة، ونحن في الإمارات طموحنا يتخطى حدود السماء.
الإمارات لديها طموحات وأحلام عظيمة، ليس لها وحدها بل لكل العرب، وعندما وصل مسبار الأمل إلى مداره حول الكوكب الأحمر كان يحمل معه ترجمة ساطعة لطموحات قيادة لا نظير لعزيمتها ورؤيتها، وشعب لا حدود لقدراته، وتسعى الدولة لغرس ثقافة جديدة، هي ثقافة اللامستحيل، وأن جيل الشباب الإماراتي قادرون على حمل الراية للخمسين عاماً المقبلة.
ولا شك أن برامج الفضاء هو بوابة للعلوم، وهي بوابة لبناء العلماء، ولا مستقبل لنا بدون العلم، ولا مستقبل لنا بدون المعرفة، ولأن الإمارات تسعى لاستئناف الحضارة العربية، فرحلة المريخ هي رسالة أمل للعرب جميعاً، ومصدر إلهام لشباب الإمارات وللشباب العربي عموماً، بأننا نستطيع أن ننافس العالم في التكنولوجيا والعلم والمعرفة، ونستطيع إنتاج العلماء ودراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس وعلى مستويات التعليم العالي، وكان على الإمارات أن تقود اليوم ذلك التحوّل المعرفي العربي.
نعم خرجنا من الصحراء كأسلافنا العرب ولكن الرحلة الجديدة تبدأ من صحراء المريخ، لأننا شعب لا يعرف المستحيل، ولا شيء يقف أمام طموحاتنا العالية.