لكل منا شغف بأمر ما، فقد يكون الشغف هو القوة الدافعة لتحقيق الأهداف، وقد يكون مرتبطاً بالاهتمامات وبما نحبه في هذه الحياة، هناك شغوفون بالرياضة وخصوصاً كرة القدم، وهناك من هو شغوف بالطعام أو بالموضة، لكن شغفي قد يكون في السفر وفي الكتابة أو القراءة.

زرت معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام هذه الأيام في ظروف استثنائية فرضتها جائحة «كوفيد 19» لأتزود بزاد الفكر والعقل حائراً تائهاً بين الرفوف والكتب، لدرجة الشعور بأنني في جنة الكتب، وبعد الجولة أخرج عادة سعيداً منهكاً ظافراً منتصراً، فقد حصلت على ما يكفيني حتى المعرض المقبل.

ما جعلني أكتب عن الشغف بل وسرقة عنوان هذا المقال هو ما وجدته بين مشترياتي من المعرض، كتاب بعنوان «رحلة شغف»، كتاب أنيق بأناقة مؤلفته الأستاذة بدرية خلفان، التي عرفتها خبيرة في الموارد البشرية، لكنها أذهلتني بشغفها في قهر التحديات التي سردتها في كتابها «رحلة شغف»، بل إنها وضعت إصدار كتابها كتحدٍّ تمكنت من قهره بصدور الكتاب بشكل جميل وبلغة رشيقة وبمحتوى سردي مشوق يخلو من الرتابة التي قد يحملها كتاب من هذا النوع، بل وببراعة يتداخل فيها العام بالخاص، حيث تجدها تتنقل بين سرد تجاربها الشخصية ورسائلها التحفيزية في سياق واحد دون أن يشعر القارئ بفواصل أو بانقطاع السرد.

تقول المؤلفة: «كانت رحلتي في الحياة، مليئة بالإصرار والتحديات التي كنت أصنع منها فرصاً تقودني نحو النجاح، وكان أكثر ما أتسلح به عند المواجهة هو عدم ترك أي فرصة يتسلل من خلالها اليأس إلى نفسي، وكنت أجد لذة في التغلب على التحديات واجتياز العقبات فأشعر بالنصر والفخر بعد كل تحدّ».

فكرت ترى ما هو شغفها الحقيقي؟ هل هو الشغف بالعمل باجتهاد وإخلاص، أم الشغف بقهر التحديات؟